top of page

aboutMe

Egyptian writer and photographer, graduated from the Faculty of Media and Communication Arts, Radio and Television Department, interested in writing in philosophy, literature and film criticism.

أمير رمسيس في "ذات مصر": قيّموا اختلاف جيلي.. لسنا تيارًا سينمائيًّا واحدًا!

  • صورة الكاتب: Hossam Elkholy
    Hossam Elkholy
  • 21 ديسمبر 2020
  • 5 دقائق قراءة


في دورة مهرجان القاهرة الثانية والأربعون التي أقيمت هذا العام (2020) شارك المخرج والكاتب أمير رمسيس بفيلم "حظر تجول" في المسابقة الرسمية للمهرجان، أوجد الفيلم بعض الجرأة في قضايا جرائم الجنس العائلية التي يناقشها ربما لم تطرح سينمائيًا بوضوح من قبل، مما جعل البعض يعتبره بمثابة حجر صغير ألقي في مياه راكدة ربما ليدفع المشرِّع المصري إلى تشديد عقوبة هذا النوع من الجرائم المسكوت عنها لأسباب إجتماعية، حصدت بطلته جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم.


كان الفيلم هو آخر أعمال رمسيس في مسيرة بدأت منذ حوالي عشرون عام، تخرج في معهد السينما عام 2000 كأول دفعته، بالتوازي مع بداية عمله مع يوسف شاهين منذ 1999 لإمتلاكه وقتها الحديث الحر للغة الفرنسية، قدم آنذاك عدد من الأفلام القصيرة قبل أن يقدّم أول أفلامه الطويلة الروائية والتسجيلة،

وضع الكاتب محمد رفعت سيناريو أول أفلامه بالتعاون معه في فيلم "آخر الدنيا" الذي يحكي قصة (سلمى) مذيعة تلفزيونية شهيرة، تتسبب في وفاة فتاة أخذت منها صديقها (طارق) أثناء الاحتفال بعيد ميلادها، وبعد مرور 7 سنوات يظهر في حياة (سلمى) طبيب نفسي وسيم المظهر يُدعى (خالد) وتتعدد اللقاءات بينهما حتى تتطور العلاقة لتصبح قصة حب، وفجأة تكتشف أن هذا الشاب هو شقيق الفتاة التي تسبّبت هى في مماتها. بعدها قدم فيلم "كشف حساب" الذي ربما عرض نفس التقاطعات التي تحدث بين البشر لكنه أكثر نضجًا على المستوى السينمائي.


بعدها تنوعت رحلته بين الدراما ثم الكوميدي عندما قدم أولى أفلام الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو في "ورقة شفرة"، الذي يبني قصته الكوميدية على شخص عالم آثار الذي يُقتل على يد صهاينة؛ يقول أحد القساوسة للحفيد وأصدقاءه أثناء رحلة بحثهم عن القاتل: في أواخر أيامه اكتشف ألواح أثرية من أيام اليهود ما كانوا في مصر من 500 سنة قبل الميلاد، قال السر دا لو اتعرف هيغير خريطة العالم، ثم تحولت وجهته إلى الإنتاج التسجيلي مع فيلم "عن يهود مصر" الذي نال استحسان النقاد والجمهور وأُعيد عرضه في السينمات.


عن يهود مصر" من القرن العشرين حتى عام 1956 الموافق لـ"خروجهم الثاني" من مصر بعد الهجوم الثلاثي البريطاني والفرنسي والإسرائيلي على مصر إثر تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس، في هذا الفيلم الوثائقي يحاول المخرج (أمير رمسيس) تتبع تاريخ الطائفة اليهودية في (مصر) على مدار النصف الأول من القرن العشرين حتى وصول الرئيس (جمال عبد الناصر) لسُدَّة الحكم ، وهو ما استتبعه خروج لغالبية اليهود من (مصر) بعد تنامي مشاعر العداء ضدهم ، كما يجري الفيلم على نحو مُوازٍ العديد من المقابلات الشخصية مع عدد من اليهود المصريين ، وحكاياتهم عن السنوات التي عاشوها في (مصر) قبل الخروج، ومن أهم الشخصيات التي ألقى عليها الوثائقي الضوء هي شخصية هنري كوريل الذي اغتيل في العام 1978 في فرنسا في ظروف غامضة. وهنري كوريل هو أحد مؤسسي وقادة الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) وقائد "مجموعة روما" فيما بعد. ويقدم ابنه آلان غرييش، وهو أحد مديري صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية معلومات نادرة عن والده وعن نشاطه السياسي والفكري من أجل تحرير مصر والجزائر. وتوجه في الفيلم أصابع الاتهام بمقتله إلى المخابرات الفرنسية في حين تبنت آنذاك "منظمة الجيش السري" العملية، ولم يتوصل التحقيق إلى إثبات تورط جهة معينة. وجاء في الفيلم أن مبنى السفارة الجزائرية في مصر هدية من كوريل للجزائر. وأكدت الناشطة اليسارية جويس بلاو في شهادتها أنها استقلت القطار إلى روما لتمد آنذاك ثروت عكاشة (وزير الثقافة في عهد عبد الناصر) بخطة العدوان الثلاثي التي تسلمتها من كوريل.


ثم قدّم فيلم بتوقيت القاهرة، تدور أحداث الفيلم حول ثلاث حكايات تحدث جميعها على مدى يوم واحد فى مدينة القاهرة، أولى هذه الحكايات مع الممثلة المعتزلة ليلى السماحى التى تمر بعلاقة متوترة مع زوجها سامح كمال، وثانيها حكاية سلمى ووائل، اللذين يتواعدان للمرة الأولى فى شقة أحد الأصدقاء، أما الثالثة فهى حكاية يحيى، الرجل العجوز المصاب بالزهايمر الذى يقع فى طريق حازم، تاجر المخدرات.


دائمًا ستجد سينما أمير رمسيس تتقاطع فيها علاقة جديدة بين مصائر البشر المتشابكة، مصائر الأبطال المعقودة داخل تشكيلات قدرية تتجاوزهم.


حوار مع فريق سينما "ذات مصر"

ذات مصر سعت لعمل حوار حول مسيرته والسياق العام الذي خرج فيه هو وجيله بأفكار جددت الدم داخل السينما المصرية وربما العربية. يحكي رمسيس خلال الحوار عن أفكار سينمائية متفرقة، على سبيل المثال يبرر انشغاله أو عدم التفاته إلى صناعة أعمال تلفزيونية على أن الفرصة المناسبة لم تأت بعد، بعكس يوسف شاهين الذي نشأ سينمائيًا معه والذي كان يرى أن التلفزيون بعيد نوعصا ما عن الفن الذي يصنعه في السينما.


من المهم نوعًا ما معرفة نظرة صناع السينما والأدب في الداخل والخارج إلى الكتابات النقدية التي تتناول أعمالهم، يؤكد رمسيس على أن الكتابات النقدية من الأشياء التي يحرص على متابعة بعضها تمامًا كالأفلام؛ كما أن هناك أفلام وأعمال يحرص على مشاهدتها كذلك هناك نقاد وكتابات نقدية يحرص على متابعتها وكتابات يتجاهلها حتى لو كانت تمدح أفلامه لأنها "تحمل الأفلام أكثر مما يمكن تحميله وتفسيره".

يعتبر رمسيس أن علاقته بالممثل هي علاقة حوار وتلقّي، المخرج لا يسوق الممثل لتأدية أدوار بعينها بقدر ما يتفاهم ويتواصل معه كي يقدم ما يريد، يقول: أعتقد أن كل فيلم، كل تجربة، كل عمل، ينتج من ذاته منهج تفسيري جديد مبني على الرؤية الخاصة لصناعة مكتملين دون غيرهم".


خلال الحديث عن محورية الحوار السينمائي داخل أفلامه، والذي يمكن وصفه بالكثافة في حالة رمسيس الذي يتحدث أبطاله كثيرًا يعتقد أن ذلك يتناسب مع الشخصية المصرية الثرثارة نوعًا ما، التي تحيا خلال أحاديثها تلك، ربما ظهور المصريين كأشخاص قليلي الكلام والحوار غير منطقي في سياقه العام أشبه تمامًا بظهور مجموعة من الإيطاليون الذي يتحدثون بصوتٍ منخفض بعكس طبيعتهم والمعروف عنهم بصوتهم الجهور، "كل شبه متجاوز للواقعية".


إلى الآن لا زالت السيرة الذاتية لرمسيس خالية من التعاون الكتابة ضمن "ورش كتابة" جماعية تحمل أفكار مختلفة في قالب فني واحد، يعلن تخوّفه من فكرة وجود فريق من عدة أفراد لديه اللغة ذاتها، التي تحمل مضمون وشكل معين، بالرغم من أنه أحيانًا بالرغم من الاطمئنان إلى العمل مع أفراد بعينهم سبق التعامل معهم إلّا أنه يفضل التجديد من فترة لأخرى.


يستطرد رمسيس أيضًا خلال حديث بخصوص الأفلام المصرية القصرية بأنها حققت خلال السنوات القليلة الماضية قفزة جيدة سمحت لممثلين مهمين بالمشاركة في تلك الأفلام، خصوصًا مع وجود منصات ستسمح بعرض تلك الأفلام، فتلك الأفلام أصبح لديها جوائز كبيرة وأدوار متعددة تسمح للممثلين بالانتقال وتجديد الدم، "صناعة سينما الأفلام القصيرة ربما غير مزدهرة لدينا كثيرًا، لكنها تبدو كذلك ربما في العالم كله، لذلك يبدو ما حدث تطور".


النقطة الأكثر جرأة التي طرحها خلال حديثه كانت بخصوص وجود مخرجون وصناع لهم بصمتهم الخاصة خلال أفلامهم التي تعتمد على منح إنتاجية وجهات الإنتاج المختلفة، يقول "أعتقد أنه فيما يخص العالم العربي يبدو أنها تتعمد ألّا يصبح للمخرج شكله الخاص وسينماه الخاصة تحديدًا المنح التي تبلور تصور معين يبدو غير ناضج تمامًا نتيجة اصرارها على اختيار موضوعات بعينها يُعاد تقديمها بالأشكال الإخراجية ذاتها؛ على سبيل المثال تشترط بعض المنح عدم استخدام موسيقى أو صورة معينة أو شيء من هذا القبيل الذي يُنتج عمل غير ناضج تمامًا".


"لدينا تجارب مختلفة عن سابقينا من صناع السينما لكنها غير متشابهة بين بعضها، نحتاج أن يقيمنا النقاد على أساس اختلافنا ومدى تأثيره ليس على أساس تشابهنا، وضع الجيل السينمائي الحالي كله في تيار سينمائي واحد إجحاف له قد يضره". كانت تلك إجابته بخصوص التساؤل عن وجود جيل سينمائي جديد من عدمه التي أقر خلالها بوجود جيل متميز.


ككاتب ومخرج يبدو أمير رمسيس محظوظ بإنتاج سينما تخصه أيًا كان الحكم الفني عليها، تشبهة كثيرًا، يربطها عدم اهتمام صاحبها بأسماءها الظاهرة بقدر الاهتمام بمحتواها، زمن خاص، تقاطعات قدرية تربط أالأبطال، وبطء إنتاجي يخص مزاج صاحبه، أشياء تبدو مبشرة لإنتاج سينما تسعى للعالمية.


 
 
 

Comentarios


bottom of page