top of page

aboutMe

Egyptian writer and photographer, graduated from the Faculty of Media and Communication Arts, Radio and Television Department, interested in writing in philosophy, literature and film criticism.

إيران - السعودية - تركيا.. علاقات حب من طرف رابع

  • صورة الكاتب: Hossam Elkholy
    Hossam Elkholy
  • 21 يونيو 2018
  • 7 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: 22 يونيو 2018




تُسمى الدولة التي لديها السُلطة والقوة داخل منطقة جغرافية ما، في العلاقات الدولية قوة إقليمية. لأنها يُمكنها التأثير على الدول المُجاورة. رُبما أنتجت إرهاصات الربيع العربي وخصوصًا الصراع في القضية السورية كقضية محورية في المنطقة علاقات مُتشابكة بين ثلاثة قوى هم الأكثر نفوذًا. نستعرض في هذا التقرير السياسات الخارجية لكلٍ منهم تجاة الآخر، والعلاقة التي تجمعهم بالأجندة الجديدة للولايات المُتحدة الأمريكية التي يحملها ترامب. وتشابك تلك العلاقات مع دولة الإحتلال الإسرائيلي.


(1) المشهد الأول

مجلس النواب الأمريكي يُقرر مدّ العقوبات التي بدأت فرضها من عام 1996 وجُددّت في 2006 عشرة أعوامٍ أخرى على إيران بعد أن كانت ستنتهي بإنتهاء هذا العام. إلا أن ذلك يتعارض والإتفاق النووي الذي يقتضي تخفيف هذه العقوبات وهو ما أعتبره علي شمخاني أمين مجلس الأمن الإيراني يلغي الإتفاق تمامًا.


في تغريدة له على موقع تويتر قال ترامب «إن إيران تلعب بالنار ولا تُقدر طيبة الرئيس السابق أوباما».

أيضًا تحدث جيب بوش (حاكم ولاية فلوريدا والابن الثاني لجورج بوش) في مقال عن عيوب خِطة العمل المُشتركة (JCPOA) وقال إنها لم تمنع إيران عن السعي لإمتلاك قنبلة نووية كما جعلتنا نتخلّى عن )عُلّو كعبنا) على إيران. فعلى ترامب أن يظهر عدائية إيران وضررّها على الشرق الأوسط. ثم أكّد بقوله «إنظروا إلى الفوضى في الشرق الأوسط والإتفاق الإيراني الذي ساعد في تنامي قوتها».


ربما تتلاقى مصالح إيران الدينية المُتمثلة في تنامي قوة الأكراد الشيعية على حساب داعش السُنيّة في سوريا؛ ومصالح الولايات المتحدة التي تُريد الإبقاء على نظام بشارالأسد داخل سوريا رغبة في الإستقرارعلى حساب الديمقراطية. إلا أن ذلك لا يُمثّل تعاون أو إرتباط للبلدين.


قال بعض الخُبراء أن التحولات الإستراتيجية في المنطقة ستُمّلي تقارب إيراني إسرائيلي حتمي مثل ما حدث هذا التقارب في القضاء على عِراق صدام حسين، كما كشفت من قبل صفقة (إيران كونترا) التعاون العسكري الذي جمع إيران بدولة الإحتلال الإسرائيلي وعلاقتها التاريخية بها. ووفقًا لأحمدي نجاد فإن «إيران لا تُمثّل تهديدًا للدول الأجنية ولا حتى للنظام الصهيوني». رُبما تتشابه الدولتان في إنفصالهم عن المنطقة ثقافيًا ودينيًا رغم الصراع المُعلن والهجوم الفارغ بين الدولتين إلى أن هناك أكثر من 200 شركة إسرائيلية تتعاون مع إيران رسميًا.


يرفض ترامب أمام العالم السياسات الإيرانية بالمنطقة، في حين يطلب بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي زيارة طهران. وهو ما يستنكرة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ويصفة >بالوصاية الأمريكي< التي ستظل ترفضها بلادة. في المُقابل إيران لا تزال تستبعد تطبيع العلاقات مع الولايات المُتحدة أو الشيطان الأكبر التي قُطعت بينهم ظاهريًا منذ 1979 بسبب طموحات إيران النووية.



(2) المشهد الثاني

بحسب وكالة بلومبرغ فإن السعودية تحتّل المرتبة الأولى عربيًا من حيث الإستمارات في السندات الأمريكية حيث بلغت 116.8 مليار دولار في حين قال فواز جرجس رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد إلى الـCNN إن الأصول تتراوح قيمتها بين 700 مليار دولار إلى تريليون دولار. هدّدت السعودية ببيعيهم مرارًا إذا تم إتهِامها بالتورط في هجمات 11 سبتمبر أو تمرير قانون يسمح بذلك.


تَخطّت صفقات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة السعودية 70مليار دولار منذ 2010 حتى الآن بإستثناء الأسلحة النووية. في حين تصل صفقات القوتان الإقليميتان (تركيا وإيران) إجمالًا بحوالي 30 مليار دولار من دول مُختلفة. لذلك تُعتبر السعودية هي الدولة الأهم في المنطقة في الإٍستيراد العسكري الأمريكي .

أيضًا نقلت وكالة رويترز عن مصدر سعودي رفيع المُستوى بشأن إتصالًا هاتفيًا إستمر لأكثر من ساعة بين دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن العلاقات المُشتركة وقال «إنه يتوقع أن تشهد هذه الفترة بالتحديد علاقات تاريخية بين الدولتين».


العداء الشديد لثورات الربيع العربي الذي وجدتة الولايات المُتحدة من السعودية لاقى ترحيبًا كبيرًا من الولايات المُتحدة أول الساعين لإجهاض هذه الثورات، بالإضافة لترحيب السعودية بالإبقاء على نظام بشار وإفشال الثورة السورية، وهو ما يكشف عن التطابق التام للرؤى بينهم.


قال يعقوب عميدور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق بحديثة مع الأمير تركي الفيصل الرئيس الأسبق للمُخابرات السعودية في حوارة لـ CNN عن الأمن والسلام في الشرق الأوسط «إنه بالنسبة للحوار (الإسرائيلي - السعودي) فقد إلتقى الإسرائيليون والسعوديون في الكثير من المُناسبات عدة مرات في إجتماعات غير رسمية».


(3) المشهد الثالث

بدأت العلاقة بين الولايات المُتحدة وتركيا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة تحديدًا 1945 مع إلغاء الإتحاد السوفياتي (روسيا الآن) إتفاقية الصداقة بينهم وطلبت من تركيا السيطرة على المضائق وبعض المُدن. تدخّلت أمريكا وقتها للدفاع عنهم وأصبحت تركيا تحت حماية الولايات المُتحدة. مع الوقت إنضمّت تركيا لحلف الشمال الأطلسي (الناتو) لكنّ العلاقة بينهم لم تتغير؛ ظلت علاقة تبعية لا يشوبها ندّية من جانب تركيا.


بعد وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة جاء الغزو الأمريكي للعراق ورفضت حكومة الحزب السماح للقوات الأمريكية إستخدام الأراضي التركية، كانت ضربة قوية لدولة تُريد أن تلغي علاقة لم تعد تلائم ما تشعر به من استقلال ونفوذ. أصبحت العلاقات من ذلك الوقت شبة مقطوعة حتى مجيء أوباما الذي أعاد بأجندتة السياسية كُل قوى المنطقة في خُطتة. واستطاع أن يجعل أوباما يُلقي خطابة تحت قبة البرلمان التركي في 2009.


توتّرت العلاقات مرة أخرى مع تأييد تركيا لثورات الربيع العربي والإبتعاد عن سياسة الحيادية التي كانت تتبّعها. رويدًا رويدًا قاطعت إسرائيل علنيًا بالرغم من وجود علاقات سرية بينهم. إتهمت الإدارة الأمريكية بالتساهل مع صعود عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، علاقة تُركيا القوية مع حماس في فلسطين، أظهرت مُعارضة مُطلقة لمطلب أمريكا لبقاء بشارالأسد في سوريا، العلاقات الآن على المحك، لم يتنازل أحد الأطراف لصالح الآخر لتسير الأمور.


تتعارض مصالح تركيا وشبّبيحة سوريا، بالرغم من إنها حاولت في بداية 2011 -بُعيد ظهور المعارضة- التعاون مع بشار وإجراء بعض الإصلاحات. وجاء ردّه بالرفض بالإضافة لنشر الدبابات في العديد من المدن، بالتالي المصلحة إقتضت معارضة هذا القاتل. على ما يبدو تحتاج تركيا نتيجة هذا العداء، الولايات المتحدة للتصدي «لداعش» على حدود تركيا. وتحتاجها أمريكا أيضًأ لنفس السبب.


تشهد العلاقات الحالية ما بين «ترامب» ورجب طيب أردوغان ترابط استثائي لكنّه ليس قويًّا بما يكفي حتى الآن ورُبما ينهار في أي لحظة، كلاهما يعلم ذلك. لكنّ ترامب سيعى كثيرًا لتوطيد علاقاتة مع تركيا التي تُعتبر في نظره الدولة النموذج!


(4) المشهد الرابع

السعودية تُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران رسميًا وتُحذّر من تمادي خطرها (النووي)، في المُقابل تصف إيران علاقتها مع السعودية بالسيئة جدًا. رُبما إذا أعدنا النظر في مواقفهما من قضايا دول مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين. ولو نظرنا إلى تدخلاتهم في هذه الدول رُبما نكون واثقين أكثر من حقيقة الخلاف الديني ليس السياسي، الذي رُبما لن ينتهي أبدًا.


في تركيا كانت سبب أساسي في تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران والتوسع في علاقاتها الاقتصادية كما تعتمد عليها إيران في شراء النفط. أيضًا ساعدتها على إتمام الإتفاق النووي. على ما يبدو لا ترى إيران نظام أفضل من المتواجد حاليًا مع وجود مجلس تعاون إراني تركي. لذلك العلاقة على ما يرام بإستثناء تعارض المصالح في سوريا الذي يُمكن أن يُربكها.


تتشابك مصالح السعودية وتركيا في سوريا، تُساند تركيا السعودية في مواقفها بحرب اليمن، وتعاونها عسكريًا أيصًا. في حين ترى السعودية في تركيا شريك اقتصادي قوي.


الواضح أن تُركيا الوحيدة بين قوى المنطقة التي تُحافظ سياسيًا واقتصاديًا على علاقتها بالآخرين. لم نقول إن تُركيا الأقوى عمومًا، لكن في ظل هذه المُشاحنات وإحتفاظها بعلاقات جيدة مع كُل الأطراف من المُمكن أن يجعلها الأفضل.


بينما آل سعود الطرف الأكثر قُربًا ونفوذًا للولايات المُتحدة، وثروة ريعية تُحصى بصعوبة. ولا تُمثل صفقات السلاح الأكثر تكلفة بين أقرانها خطورة بالنسبة لهم، حتى مع الزعم بوجود سلاح نووي سعودي باكستاني. ومن المُمكن أن تتركها أمريكا في أي وقت.


رُبما تتفوق إيران بعلاقتها الجيدة بُمنافسي أمريكا في الغرب، لكن ما يجعلها الأخطر بين منافسيها هو مصدر الرُعب الأساسي لدى ترامب ومُمثلية؛ السلاح النووي.



أمريكا ترامب: تَهابُ إيران وتُروّض تُركيا وتحتّقر السعودية. كيف؟ ولماذا؟

«جميع الرؤساء يشبهون موعد لقاء حميمي أول مع غريب» مثلما قال الصحفي جوناثان أتلر. لكن قبل التفتيش عن رغبات أوباما في المنطقة علينا أن نعلم أولًا طبيعة النِظام السياسي المُعقد في أمريكا عمومًا من حيث صلاحيات أذرع الدولة المُختلفة سواء التنفيذية أو التشريعية أو القضائية أو حتى أعضاء مجلس الشيوخ الذين يتمتعوا بإستقلالية كبيرة عن منصب الرئيس. لكن حاليًا كل ذلك لا يتعارض ورؤية الولايات المتحدة تفضيل الإستقرار على أي شيء آخر، حتى الديمقراطية مثلما تُريد لسوريا.


بالنسبة للسعودية قال ترامب «السعودية بقرة متى جفّ حليبُها سنذبحُها». فالسعودية بالنسبة لأمريكا ترامب تُشبة البقرة الحلوب التي تُدِر ذهبًا ودولارات بحسب الطلب الأمريكي. يطلب ترامب أكثر من مرة من النظام السعودي بدفع ثلاثة أرباع ثروتِة مقابل الدفاع داخليًا وخارجيًا عن نظام آل سعود.


إذ أن السعودية لا تستطيع البقاء إذا لم تقوم الولايات المتحدة بحمايتها. هكذا يرى الحليف الإقليمي الأكثر قُربًا للنظام السعودي، بالتالي المُساعدات الاقتصادية المُستمرة من آل سعود مُرتبط لدى ترامب بتواجدهم في الحُكم؛ لا تُمثّل السعودية خطرًا على ترامب، رُبما لن يستطيع أبناء سعود ندّية ترامب. يكفي أن تستثنيها من السبعة دول الممنوعين من الدخول إليها.


في المُقابل قال مايكل فلاين مستشار الإستخبارات والأمن الأمريكي، إنّه على ترامب أن يضع تركيا ضمن أولوياتة في الشرق الأوسط. رُبما تُدرك الولايات المُتحدة جيدًا خطورة تركيا الجغرافية كونها رابطة بين ثلاث قارات يُمكن أن تُصبح خطر قدري على مصالح الولايات المُتحدة في أي وقت. أو رُبما لأنها تُمثّل نموذج الدولة الحديثة والديمقراطية التي تريدها الولايات المُتحدة بخلاف القوى الإقليمية الأخرى (إيران والسعودية) التي غالبًا ما تقوم على أساس ديني خالص. من الواضح المزيد من التعاون النفعي لكلٍ منهم في الفترة القادمة.


أما في حالة إيران تسعى أمريكا لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية الدولية بحذرشراء النفط -الذي تعتمد عليه بشكل رئيسي- من إيران بالإضافة لترويج البدائل كالغاز الطبيعي والنفط الصخري. له منها مع وجود الأزمة السورية التي تنفق فيها إيران ما يقرب من 6 مليار دولار سنويًا، رُبما تضع إيران في أزمة، على ما يبدو تُسبب إيران أزمة كبيرة واضحة بخلاف الآخرين؛ السلاح النووي التي تملكة.


لكن الواضح إنه سيصعب على ترامب الفرار من الإتفاق النووي «المُزعزِع للأمن» كما وصفة مايك بومبيو مُدير وكالة المُخابرات الأمريكية. فقد أصبح مثل مُعاهدة دولية بين أكثر من طرف لا يُريد أيًا منهم إلغاء الإتفاق، بالتلي ما يُمكنه فعلة هو المزيد من العقوبات، ومُساعدة الدول الأقوى في الإقليم كالسعودية وتُركيا بحسب الأكثر منفعة لها ومُحاولة وضع قوة إستراتيجية بديلة، غالبًا ستكون مصر.


على الرُغم من أن ثمة خطر إيراني حقيقي يُدركة ترامب، هو إمتلاك إيران نظام سياسي ثيوقراطي واضح المعالم، المُتمثل في شعار الإيران بتوحيد الأرض تحت راية طهران كُل أرض كربلاء وكُل يوم عاشوراء <. هذا لا يجعل إيران تسيرعلى خطى تشييع الشرق الأوسط فقط، بل تتمدد على المستوى الإقليمي (الأكراد في سوريا والحوثيين في اليمن)، وعلى المستوى الدولي (روسيا). ولكنّها تعتقد بشرعيتها السياسية عن الآخرين، وتُطالب دائمًا بتكرارها على خلاف النظام الديني السعودي كنظام تقليدي مُحافظ لا يرغب في أكثر من أن يبقى. أو النظام التُركي الأقرب للدولة الحديثة.


بالتالي وعلى ما يبدو تُعد إيران هي الأخطر على أمريكا ترامب رغم عدم إمتلاكها ما يفوق أموال آل سعود أو العلاقات التُركية المتنوعة. لكنّها تملك ميلشيات عسكرية قوية كحزب الله؛ القوة التي لا تُحسب على إيران ظاهريًا لكنّها كذلك بالفعل يُمكنها أن تتحول لداعش أخرى؟


رُبما توافر السلاح النووي لإيران هو القوة التي تُرجّح كفة إيران عن باقي القوى الإقليمية وتزيد من خطورتها لدى أمريكا ترامب. لا سيما بعد حوارة الذي قال فيه صراحة إنة لا يرى إختلاف بين «الإسلام الراديكالي المُتطرف» «والإسلام عمومًا» رغم امتلاكه دون غيره رسم علاقات الثلاث قوى الإقليمية المذكورة.

 
 
 

Comments


bottom of page