top of page

aboutMe

Egyptian writer and photographer, graduated from the Faculty of Media and Communication Arts, Radio and Television Department, interested in writing in philosophy, literature and film criticism.

إيمانويل ماكرون.. الحظ لا يأتي صدفة

  • صورة الكاتب: Hossam Elkholy
    Hossam Elkholy
  • 21 يونيو 2018
  • 4 دقائق قراءة



"ألترا صوت" احتفل أصغر رؤساء الجمهورية الفرنسية "إيمانويل ماكرون" بفوزه في الإنتخابات الرئاسية بجولتها الثانية من أمام متحف اللوفر الفرنسي على وقع السلام الوطني للإتحاد الأوروبي ، محققًا انتصارًا على المرشحة اليمينية المتطرفة "مارين لوبان" بنتيجة 66.06% مقابل 33.94% من الأصوات، لينتقل في خلال ثلاثة أعوام فقط من مستشار للرئيس الأسبق فرانسوا هولاند إلى رئيس فعلي للبلاد بالرغم من عدم إنتمائه لأية أحزاب سياسية وامتناع نسبة كبيرة عن التصويت وصفها البعض بأنها لم تحدث منذ خمسون عامًا.

وأشار ماكرون في خطاب فوزه إلى الذين صوتوا لصالح مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان "سأفعل كل ما في وسعي في السنوات الخمس المقبلة كي لا يكون لأي شخص سبب يدعوه مجددًا للتصويت للمتطرفين.


بدأ حياته الأكاديمية عند دراسته في معهد "هنري 4" بعد ذلك التحق بمدرسة العلوم السياسية بباريس ذائعة الصيت سنة 2001، وأتبعها بتكوين في المدرسة الوطنية للإدارة بمدينة ستراسبورغ عام 2004 ، وعمل بعدها مفتشًا عامًا للمالية، استمر فيها ثلاثة سنوات، ثم انتقل للعمل في لجنة منوط بها وضع السياسيات المالية للبلاد بالإضافة إلى دعم الاقتصاد تحت رئاسة المستشار السياسي للرئيس الأسبق فرانسوا ميتران، "جاك أتالي" مما جعله يغادر وظائف إدارات الدولة سنة 2008، ويلتحق بعمل رفيع المستوى ضمن لجنة تحفيز النمو الاقتصادي وانتقل منها للعمل في مصرف روتشيلد في العمل المصرفي، ثم عاد في 2012 للعمل كمستشارًا اقتصاديًّا ثم وزيرًا للاقتصاد في عهد الرئيس الأسبق "فرانسوا هولاند".


وكان دائم الشكوى من الأحزاب السياسية الضعيفة ربما هذا ما دعاه لتقديم استقالته بشكلٍ مفاجيء وإلقاء بعض الإتهامات على الحكومة. ثم قام بتأسيس حركة "إلى الأمام" التي يصل عدد المنتسبين إليها 200 ألف شخص حتى الآن، ليخوض من خلالها أولى حملاته الإنتخابية ويقدّم نفسه كمرشح ما يسمّى "بالوطنيين" ضد القوميين وغيرهم ممن كانوا أكثر حظًا للفوز بالإنتخابات، واصفًا نفسه بأنه "لا من اليمين ولا من اليسار"، الأمر الذي كان يسخر منه العديد من الحزبيين في المجتمع الفرنسي وخارجه، نظرًا لحداثة سنه وخبرته السياسية وعدم وضوح مشروعه الإنتخابي الإشتراكي الليبرالي، الذي لا تخلو خطبه من استشهادات للشعراء والأدباء العالميين.



قصة حب تكشف عن تمرد صاحبها!

على ما يبدو أن قصة الفتى الصغير "إيمانويل" منذ ظهورها إلى العلن لم تعد تهم السياسيين فقط؛ نظرًا لقصة حبه لزوجته وحبيبته ذات 64 عامًا "بريجيت ترونيو" وهذا الفارق العمري الكبير بينه وبين معلمته السابقة حيث تقول بريجيت "في السابعة عشرة من عمره، أعلن لي إيمانويل عن حبه وقال: مهما فعلت، سوف أتزوجك!". فهو لم يكن كسائر الشباب حيث لم يكن فتى عادي، وكنت مفتونة تمامًا بذكاء ذلك الشاب، وشيئا فشيئًا، هزم مقاومتي وتزوجته". بالرغم من رفض الأهل التام لذلك لكنه كان يقول "عليّ أن أحيا الحياة التي اخترت مع المرأة التي أحببت. أن أبذل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك".


كما تضيف رئيسة قسم السياسة في مجلة غالا "كانديس نيديليك" التي ساهمت في تأليف كتاب الزوجان ماكرون "كان لها ثلاثة أولاد وزوج. وكان ماكرون تلميذًا لا غير. لم تحبه من أجل ما كان يملك أو من أجل وضع اجتماعي أو من أجل الرفاهية أو الأمان الذي كنت أقدمه لها. بل تخلت عن كل ذلك من أجله، كافح الزوجان للدفاع عن حبهما. وهما يشعران بالإعتزاز إذ يصلان اليد باليد إلى أعلى عتبات السلطة، وكأنهما ينتقمان لعلاقتهما".


يعتقد بعض رجال السياسة أن فوز ماكرون جاء لضعف الأحزاب الفرنسية ومحاولة البحث من خلاله عن شخصية جديدة في المجتمع السياسي، وتحمل مشروعًا مختلفًا، على ما يبدو كان "ماكرون" أكثر المرشحين لذلك، كونه اتهم النظام السابق بأحزابه المتخلفة وخرج من وسط الجميع مترمردًا، وبحسب حوار ذكرته صحيفة فرانس24 "إنه قال لمؤيدينه خلال مؤتمر انتخابي في مدينة "بو" بجنوب البلاد إن فرنسا تعرقلها ميول النخبة نحو خدمة مصالحها قبل أن يخفض من صوته ويضيف هامسًا، سأقول لكم سرا صغيرا: أعلم ذلك لأني كنت جزءًا منها.


كان الزعيم الأول لحزب الجبهة الوطنية المتطرف "جان ماري لوبان" قد سبق ابنته عام 2002 للوصول إلى المرحلة الثانية من الإنتخابات مع الرئيس الأسبق "جاك شيراك" لكن يقول المحللون أن الفرنسيون يستخدموا مفهوم " Cordon sanitaire" الذي صدرته السياسة البلجيكية الأوروبية مع شهرة حزب الجبهة الفلمنكي المتطرف أيضًا نهاية سبيعنيات القرن المنصرم، حيث تتكتّل كل أحزاب يمين ويسار الوسط لمنع اليمين المتطرف، بالتالي صوتت كل الأحزاب إلى "جاك" الذي فاز بنسبة كاسحة 83%، لكن الواضح أن "آل لوبان" لم يتعلموا الدرس بعد.


فيما يخص علاقاته المعلنه بالوطن العربي، وعلى رأسها ما جعلته يواجه انتقادات لاذعة من اليمين واليمين المتطرف عند زيارته لدولة الجزائر العربية التي احتلتّها فرنسا لعقود، ووصف الاستعمار الفرنسي بأنه "جريمة بحق الإنسانية". أيضًا قام بزيارة لبنان وتحدث عن أهمية الحريات في البلاد العربية، وقال في تصريحات إنه سيلغي المصالح المشتركة مع دولة قطر ويطالب بالمزيد من السعودية وقطر لإنشاء علاقات جديدة بينهما على خلاف العلاقات السابقة التي جمعتهم التي وصفها باحتوائها على كثير من التساهل، أخيرًا وعد العالم بمحاكمة بشار الأسد في سوريا على جرائمه في حق الشعب السوري.


تبدو العلاقة التي ستجمع فرنسا مع رئيسها الجديد "إيمانويل ماكرون" مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر بكثير من التحفظ وعدم المرونة على حد قول السياسيين لا سيما في بداياتها نظرًا للتأييد المصري الواضح للمرشحة المنافسة "لوبان".


في مقابل "لوبان" التي تتوعد بالخروج الواضح من "منطقة اليورو" على غرار بريطانيا، بالإضافة إلى المعاداة الشديدة للمسلمين الذين المسلمون يشكلون 7.5% من عدد سكان فرنسا أي ما يعادل حوالي 5 مليون مواطن، مما يجعل الإسلام ثاني أكبر الأديان بعد المسيحية الكاثوليكية من حيث عدد التابعين. بالتالي هناك ما يقرب من 4.6% ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات الفرنسية أو ما يقارب 1.5 مليون مواطن ربما يستطيعوا تغيير مسار فوز أحد المرشحين.


على ما يبدو إنه لا يوجد حزب سياسي واحد ينتمي له المسلمين في فرنسا لكنّ الغالبية العظمى من مسلمي فرنسا ينحدرون من مهاجرين يعود نصفهم تقريبًا لأصول جزائرية ومغربية ثم وبدرجةٍ أقل تونسية وتركية وأفريقية لا سيما وقف عدد لا بأس به منهم أمام "لوبان" التي ترفض اللاجئين وتنادي بعداء واضح للمهاجرين والمسلمين في مقابل "ماكرون" الذي ينادي بفتح أبواب الهجرة أمام بلاد العالم الثلث يريد إلغاء ضريبة السكن لذوي الدخل المحدود.


في المناظرة الأخيره التي جمعته بالمرشحة اليمينية "لوبان" قالت له جملة شديدة التهكّم وربما جزء مما يمكن أن يحدث "سواء انتصرت أو لم انتصر سوف تحكم فرنسا إمرأة مشيره إلى التعاطف الكبير الذي يجمعه برئيسة الوزراء الألمانية "أنجيلا ميركل". تأتي علاقته "المريبة" على حد قول السياسيين بميركل إلى جانب وعود كثيرة لماكرون على أولوية الأشياء التي سيسلط عليها الضوء في الأيام القادمة التي يستقبلها الجميع بكثير من الترقب.


ويتوقع أن تكون مراسم التسليم والتسلم للإليزيه يوم الأحد المقبل، يغادر بعدها الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند قصر الإليزيه، بالتالي سيتم خلال هذه الأيام اختيارات تشكيل الحكومة الجديدة التي يُرجح البعض أن تؤلف من شخصيات ترمز إلى التغيير والانفتاح لتوافقها مع الرئيس الجديد.


لم ينته المشهد الانتخابي الفرنسي بهتافات انتصار سعيدة لأنصار ماكرون المرشح الفائز مقابل لحظات حزن شديد لأنصار لوبان المرشح المهزوم، لكنّه انتهى بهتافات كليهما لمجد دولة فرنسا رغم كل شيء مردّدين النشيط الوطني لهم دون أي عراك.

 
 
 

Commentaires


bottom of page