ريم العدل لمجلة الفيلم: لم أشعر يومًا أن لدينا تمييز للرجال على النساء
- Hossam Elkholy
- 25 يناير 2022
- 8 دقائق قراءة

"منذ أن أكل آدم وحواء الفاكهة المحرمة في الجنة قبل عصيانهما، كانا أوّل بشريين يمرحان في الجنة عاريين في العادة خاليين من الهموم، لكن بعد مخالفتهما لأمر الله انتهت براءتهما فجأة، تقول القصص إنه في هذه اللحظة وُلد الخجل متضمنًا الوعي بأنه يجب تغطية العري، وهي فكرة تجذرت بعمق في التراث الغربي وفي كثير من الثقافات الأخرى". في كتابها "المكشوف والمحجوب" تحكي مينيكه شيبر قصة بداية ظهور فكرة الملابس كغطاء منذ كانت مجرد خيط بسيط وصغير يغطي أجزاء صغيرة "وحساسة" للجسد إلى تحوّلها لمجال "صراع" بين شركات الملابس والموضة وهوية طبقة أو مجتمع أو حتى التزمًا لقواعد دينية وشخصية لمجموعات صغيرة كانت أو كبيرة، أي بين السياسة والاقتصاد والأعراف والتقاليد والأمثال الشعبية والخرافات وتحكمات الدين، كان التساؤل الأساسي للكتاب الذي ترجمه الروائي عبد الرحيم يوسف واضحًا وصريحًا: كيف ولماذا نغطّي أنفسنا؟ وإلى أي حد يتعرض جسدي للسخرية إذا مشيت به عاريًا أو بملابس تخص هوية معينة؟ تمتد محورية التساؤل لمساحات أكثر شخصية؛ يسأل الإنسان نفسه كم من الوقت مضى من عمري حتى الآن عشت خلاله أفكر أي الملابس أرتدي غدًا؟ ولماذا بالتحديد دون غيره؟
ثمة اهتمام واسع يحتفي بالنظر إلى عالم الموضة والملابس يزداد يومًا بعد الآخر تبعًا لمعرفة مدى تأثيراتهم على الأعمال الفنية والحياة عمومًا، كان آخر ذلك، الاهتمام العالمي الذي حظى به مسلسل "Halston" الذي فاز بطله إيوان مكريجور بجائزة الإيمي لأفضل ممثل يتألق مكريجور في واحد من أفضل أدواره، والذي أهّله للفوز بأول جائزة إيمي في حياته. يلتزم المسلسل بتفاصيل العصر الذي يدور فيه، ويبدو هذا واضحًا في تصميم الأزياء وتصميم الإنتاج والموسيقى. إذا كنت مهتمًا بالموضة أو تاريخ الموضة أو الفن، فهذا المسلسل من أجلك، لكن النظرة إلى الملبس عمومًا كانت وليدة إرهاصات تعود لوجود الإنسان ذاته.
بعض الأبحاث تفيد بأن ارتداءنا للملابس قد يعود إلى 500,000 عام مضت، كانت مصنوعة من أوراق الأشجار وجلود البهائم، لكن يظل السؤال: هل لجأ الإنسان للملابس لحماية نفسه من البرد فقط أم أن هناك أسبابًا أكثر تأثيرًا؟ أما التأثير الكبير على نوعية ما نلبس فقد بدأ باليهودية التي ربطت بين العري والفقر، حيث أن كليهما يدعوان للخزي، والتي اهتمت -على سبيل المثال- بارتداء النساء أغطية للرأس، وكانت المرأة حاسرة الرأس بمثابة عاهرة، وغيرها من تحكمات الملبس، ثم عن طريق ضغط المسيحيين، ومن بعدهم المسلمين بعادات لبس أكثر تحكمًا واحتشامًا للجسد. يقابل ذلك آراء تعتقد أن الملابس تزيد من الفضول تجاه كل ما يقع مختبئًا تحتها أكثر من العري الظاهر إلى جانب تحكمات فرض الحجاب من عدمه. ولا يزال الوضع في البلاد العربية على وجه التحديد، والغرب عمومًا، مهمومًا بقضية الملبس، حتى لو اتضح غير ذلك، لكن الأديان ربما اتفقت على تحجيم المرأة في العموم "لينقذوا الرجال من أنفسهم"، ربما لأسباب مشابهة تنتشر فرضيات تبرج المرأة بالكوارث والمصائب العامة كفرضية "يستمر الغلاء إذا لم تتحجب النساء" وغيرها.
مسألة تعبير الملابس ظاهريًا عن بعضٍ من شخصية وطبقة صاحبها ستجدها ربما جوهر الشخصية العربية، تجذر واعي أو غير واعي بتمييزه "طبقيًا"، فخامة الملابس ليس حرفية صنعها، علامتها التجارية العالمية، لذلك ربما لن يلفت نظرك في السينما المصرية حتى الثمانينات، مصمم ملابس ملفت للنظر أو اهتمام حتى بملابس شخصيات الأفلام الجوانب التاريخية والفنية منها، باستثناءات قليلة كانت غالبًا ما تظهر في الأفلام التاريخية الأخرى كفرضية إلزامية لخروج الفيلم ومساحات لمصممين مثل شادي عبد السلام الذي فرضت موهبته نفسها أكثر من أي شيء، أغلب مجلات السينما كانت تتحاكى عن الأبطال الذين يحضروا إلى مواقع التصوير بملابسهم الفخمة أو التي يحبونها متجاهلين الأنسب والأكثر فنية، وربما ما يحسب للمخرج يوسف شاهين اهتمامه بهذه المنطقة مع تقديمه عدد من الأفلام التي تحمل في قصتها جانب تاريخي.
مع شاهين ظهرت فتاة تساعده في الإخراج بالرغم من دراستها للسياسة والاقتصاد، ناهد نصر الله، التي ستستبعد الإخراج بعد ذلك وتتجه لدراسة تصميم الأزياء بعد التعرف إلى مصممة الأزياء العالمية "إيفون ساس ينو"، وتعود من باريس لتصبح من رواد المهنة سينمائيًا في مصر، ستصبح من الرائدات المصريات في هذه المهنة، وسيبعها عدد من الرائدات الأكثر حداثة ومعاصرة لأجيال تالية، من بين هؤلاء مصممة الأزياء: ريم العدل.
في كتابها "سلطانات الشاشة" أثنت الباحثة منى غندور على رائدات السينما العربية عندما قالت: لولا ذلك الجهد والعشق، لما كان لتلك المسيرة السينمائية المتعثرة أن تبني صناعة حقيقية، وتستمر في تقدمها الحثيث والخارق أيضًا رغم ضعف الإمكانيات في ظل تقاليد مجتمعية تمنع بنات الأسر من الظهور على خشبة المسرح أو شاشة السينما، إلى جانب رائدات السينما أمام الشاشة سنجد بعضهن وراءها أيضًا. مجلة الفيلم سعت خلال هذا الملف للحوار مع إحداهن، من خلال الحديث مع مصممة الأزياء ريم العدل نخوض رحلة قصيرة داخل هذا العالم وسياقاته ومدى أهميته داخل العمل الفني، للتفرقة على الأقل بين مهنم التصميم وبين "الاستايلست"، وعن مشوارها الطويل، وما يمكن أن نفهمه من تجربتها كسيدة تعمل في هذا المجال، وأشياء أخرى:
دعينا نبدأ من منطقة متوقعة نوعًا ما كتساؤل تأسيسي استنكاري: لا يوجد دراسة أكاديمية في مصر حتى في معهد السينما للأزياء تحديدًا كدراسة منفصلة تمامًا؟
نعم، لا يوجد دراسة لدينا في أي أكاديمية، فقط في قسم الديكور لدينا مادة الأزياء، لكننا لا نملك قسم مختص سواء في السينما أو في معهد الفنون المسرحية.
أعتقد أن النقلة العملية التي حدثت في حياتك كان من الممكن أن تتغير إذا كان هناك تاريخ أو معرفة بالمهنة أساسًا، لماذا درستي اقتصاد في البداية إذا كان قرارك العملي يخص عملك في السينما؟ ثم لماذا تركتي الإخراج بعد ذلك للتحول نحو تصميم الأزياء؟
في الحقيقة يمكننا أن نقول المجال اختارني ليس العكس، لم يكن الموضوع مرتب من قبل، أنا خريجة فنون جميلة قسم نحت، كنت أريد دراسة المونتاج لكن كان هناك قانون يشترط على الدارس في المعهد أن ينهي أولا الثانوية العامة منذ عامان فقط بينما كنت تخطيت المرحلة الإعدادية والأولى، فققرت الاستكمال، في عامي الثاني تعرفت إلى الأستاذة ياسمين فهمي كان تصمم ملابس الإعلانات، كانت تحتاج لمساعدة لها، قررت التجربة معها ثم أخذت القصة منحنى آخر، جذبني وأسعدني العمل في تصميم الملابس فقررت العمل من خلاله للسينما، عملت كمساعدة ثم سافرت للدراسة وعدت لاستكمال المسيرة بشكل أكثر احترافية.
ما هو الفرق بين مصمم الأزياء والفاشون ديزاينر؟ ما هي المهارات التي يحتاجها المصمم والمسئوليات التي يتحملها؟
الفرق بينهم هو فرق كبير تمامًا، على سبيل المثال "الفاشون ديزاينر" تتبع الترند، تتبع الأذواق الحالية الشهيرة للملابس، يمكن أن يستقيظ أحدهم من نومه يصبح فاشون ديزاينر لأنه يتحدث عن وجهة نظره، ثمة من يعجبهم ذوقه مقابل آخرين لا يقبلوه، الأمر شديد النسبية، لا بد أن تكون علاقة جيدة مع الناس، بينما نحن كمصممين أزياء نواجع المجتمع بتقاليده وعاداته، ما يهمنا أن يصدق الجمهور الممثل أمامه، وملابسه تكون جزء مهم من هذا التصديق، لا يهم إن كان سيء أم جيد، ما يهمني هو عنصر الصدق، يصل إحساسهم للجمهور، هناك فرق كبير جدًا، المشترك الوحيد أنهم يستخدم قماش كما نستخدمه، هناك فرق حتى بين "فاشون ستايلست" وهي منسقة الموضة، وبين فاشون ديزانر/ وهو مصمم للموضة الآن، لكن المصمم السينمائي أو المسرحي، تصمم الزي للشخصية كلها التي تفيد الممثل على معايشته للدور حتى يتلقى الجمهور الممثل بذلك.
تتردد في الإجابة قليلًا ثم تقول: أن يصبح واعي جيدًا بطبيعة عمله، يعمل بحث جيد، حتى لو العمل حديث، عليه أن يدرك الشخصية التي يصمم لها ملابسه، كيف كانت، كيف تربت، ما التحولات التي حدثت في حياتها، من مثلها الأعلى، من يتجنب أن يتشبه بهم، وأشياء أخرى في صلب مهنة التصميم. على سبيل المثال أنا أرفض موضوع "أصله بيلبس حلو وأصلها بتلبس حلو" هذا ليس له علاقة بالعمل، المهم على المصمم أن يفهم الشخصية، أن يعي جيدًا أنه مكمّل للعملية الفنية.
ما هي الأسئلة التي قد تطرحينها على المخرج حتى تتأكدي من أنك تفهمين رؤيته الفنية جيدًا؟
في النهاية، مصمم الأزياء يقرأ السيناريو، ويتم نقاش مفتوح للقصة، أوقات يتم إضافة وحذف وإضافة خلفية اجتماعية لكل أبطال الفيلم والعاملين فيه، من الممكن أن تكون أحداث الفيلم تمر في يوم واحد، لكن بالتنسيق مع المخرج نحاول معرفة خلفيات الأحداث والشخصيات للوصول لأفضل نتيجة. التساؤل الرئيسي بالنسبة إلى يكون بخصوص الحالة العامة التي يريدها المخرج من الفيلم، وكيف سيتم تصويره، كل ذلك يؤثر على قرار عملي منذ البداية.
ثمة مصممين ملابس يرون أن دورهم يصبح تأريخي للفترة التي يحدث فيها أحداث العمل الفني مقابل آخرون يرفضوا ذلك، كيف يستلهم الفنان تصميم الملابس لدور تاريخي ما بالنسبة لك إذا لم يكن دوره غير تاريخي؟
بالنسبة للدور التاريخي أكون مجبرة، دون اختبار نهائي، على الالتزام بالفترة التاريخية، ثمة شيء يسمى "عين مبدعة" أي أن الأمر يُترك لخيالي لكنه أيضًا يكون في إطار الفترة التاريخية التي أعمل عليها، لا يمكن أن أعمل على فترة الستينات على سبيل المثال وأصنع ملابس لم تكن قد اخترعت بعد، مثلًا لا يمكن أن أصمم ملابس مسلسل واحة الغروب الذي تمت أحداثه في القرن التاسع عشر ويجد المشاهد "سوستة" في أحد الملابس، لم تكن قد اخترعت بعد، بينما يمكنني أن أصمم في "كوكو شانيل" أشياء إبداعية نوعًا ما شرط ألّا يشعر المشاهد أنه خارج الحقبة الزمنية، أحيانًا أعمل على مسلسل مثلًا يكون زمنه الفني في السبعينات، وأشاهد بعد الأشياء في محلات الملابس أشعر أنها قد تصلح للفترة نفسها، أخاف من استخدامها، لأن رؤيتها الآن قد تتسبب في انفصال المشاهد عن التعايش مع العمل الفني، هذا شيء شديد الخطأ على الدراما.
أتذكر أني أثناء عملي على تصميمات مسلسل واحة الغروب، كان من المفترض العمل في سيوة، التي لم أجد لها صور في تلك الفترة، اعتمدت على الكتابات، أستخدم إبداعي الفني وأتخيل ما يمكن أن يناسب هذا الإطار. هناك مدرسة تقول أننا لا يهمنا التأريخ كمصصين أزياء لكني أتبع مدرسة أنه علينا التأريخ. من الممكن أن استلهم تصميمات من حقبة سابقة على الحقبة التي عليّ الالتزام بها لكن ليس التالي لها، لأن الملابس جزء من فهم لتاريخ حقبة ما.
كيف ترى مستوى التكافؤ في الفرص بينك وبين الرجال في مجال الصناعة السينمائية؟
في الحقيقة لا أرى أن لدينا فروق ولا أحب أن أتطرق لهذه المنطقة، في البداية مهنتي ذاتها أغلب من يعملها سيدات في الأساس، الفتيات اللاتي دخلن قسم تصوير أصبحن مديرات تصوير وغيرهن، لم أشعر يومًا أن لدينا تمييز للرجال على النساء، الأمهر فقط يقبله سوق العمل، حتى الممثلات، كانت هناك فترة يسيطر فيها الرجال على البطولة، الآن تغيرت تمامًا هذه النظرة. لدينا مخرجات لا بأس به، لهن مكانتهن، لدينا كاتبات سيناريو مهمات، مهندسات ديكور لدينا أيضًا. إذا كان عدد الرجال أكثر لأن وجودهم أسبق. لكني لم أر أي تمييز سواء في المهنة أو خارجها.
إحكي لنا على كيفية تصميمك للأزياء أو تصميمها أو إرسالها إلى الخياطين للبناء أو الإصلاحات الرئيسية أو التعديلات كيف تتم العملية؟
تتوقف قليلًا لتأخذ نفسها من كثرة الأسئلة وغرابة السؤال تحديدًا، تتنهد قليلًا، ثم تقول: نقرأ الاسكريبت، ثم نذهب للمخرج ونضع تصوراتنا، ونذهب للتنفيذ، مع الأشخاص المعتاد العمل معهم، ببساطة علينا أن نصبح على استعداد تام لأي تغيير مفاجيء أثناء التنفيذ.
ما هو الجزء الأكثر تحديًا في التعاون مع مصممي الإنتاج production designer أو مصممي الأزياء لمناقشة تفاصيل تصميم الأزياء وتنفيذها؟
إذا كنت فهمت جيدًا ما تقصده من "مصممي الإنتاج" وهم الأشخاص الذين نعمل جميعًا تحتهم في النهاية، هو الذي يضع المزاج العام للعمل الفني، "هل نحن لدينا هذه الطريقة الصحيحة" لا توجد إلّا في استثناءات قليلة جدًا، أكون سعيدة بوجودها، أعتقد أنه شيء شديد الأهمية في وضع العمل كله في سياق واحد.
كيف يمكنك مواكبة التقنيات الجديدة أو المحسّنة لدراسة الكتب أو الصور أو أمثلة على ملابس الفترة لتحديد الأنماط التي تم ارتداؤها خلال فترات معينة من التاريخ؟ شاركينا بمثال.
أعتقد أن شخص من مدرسة قديمة، أحب الكتب، وأحب البحث من خلال الكتب، من الممكن أن يساعد الإنترنت، لكني أعتقد أنه مضر أحيانًا، قد يقدم لي نتائج لتصميمات وأشياء غير دقيقة، وهو شيء شديد الأهمية في عملنا، لذلك أرى أنه عليّ أن أذهب لخبير فعلًا لكي أتأكد مما أبحث عنه، على سبيل المثال، الجلاليب المصرية في القرن التاسع عشر إذا بحثت عنها على الإنترنت لن أجد إجابات تخص الفروق بينها، لأن هذه أشياء لا يعلمها إلا من لديه خبرة شديدة في المجال.
كما أني أعتقد أن قراءة الكتب مفيدة عمومًا، لأن الكتاب يمنحني المعلومة الموثقة كما يمنحني بجانبها معلومات في سياقها العام تتخزن لديك في أشياء قد تفيدك فيما بعد.
أذكير الوقت الذي تم فيه اختبار صبرك. كيف تحافظين على عواطفك وتجعليها تحت السيطرة أثناء العمل؟
مشاعري ليس لها أي علاقة بعملي، لا أعتقد أني أعمل بأي نوع من أنواع العاطفة، ما يهمني هي مواعيد العمل فقط مهما كانت ظروفي الشخصية. لذلك أضع عواطفي بعيدًا عن التصوير.
شاركينا بتجربة مررتي بها في التعامل مع شخص صعب المراس وكيف تعاملت مع الموقف؟
علي أن أثبت للفنان أني أفهم جيدًا عملي، علي أن أجلعه يصدق في أني عليّ أن أساعده، أحيانًا كثيرة نواجه تعقيدات مع الممثلين في أنواع الملابس خصوصًا إذا كان زمن العمل حديث، يعتقد الفنان أحيانًا أنه يفهم أكثر من المصمم، لم أواجه مشكلة يمكن حكيها، لكني أتذكر في أحد المرات كان الفنان خالد الصاوي أثناء تصوير فيلم الضيف، أنا لدي طريقة أحب العمل بها وهي أني أرفض وجود أكثر من ماكيير واحد فقط وكوافير واحد فقط للعمل كله، بينما أغلب الفنانون في مصر تعمل مع ماكيير وكوافير مخصوص الأمر الذي لا أراه مثمر، هذا شيء لم أجده في أي مكان في العالم باستثناءنا، لأنه من المهم بالنسبة لي، أرى أن احترام الدراما والفن تضع كوافير وماكيير العمل عليه أن يقرأ السيناريو ويقدم اقتراحاته ليصبح جزء من العمل، أثناء فيلم الضيف طلب الفنان خالد الصاوي الماكيير والكوافير الخاص به لكني اعترضت وطلبت منه أن يجرّب الفكرة التي تخص ماكيير وكوافير العمل، بعد التجربة في البروفة تفهّم ما كنت أقصده. لأن هذه طريقة عمل عالمية.
ما أذكره جيدًا بخصوص هذا السؤال هو موقفي القديم مع الفنان محمود حميدة عندما عرضت عليه نوعين من الملابس ليختار بينهما حسب ذوقه، قال: أنا بسألك أنا همثّل إزاي! قلت له: لا. قال: بالضبط، مسألة الملابس لا تعنيني، هي مهنتك أكثر منّي، الحقيقة أنه كان من أكثر المواقف التي عملتني فيما بعد.
Comments