سينما السيرة ذاتية: الملاذ الأخير للنجاة
- Hossam Elkholy
- 6 مارس 2021
- 8 دقائق قراءة

- إيه حكاية المذكرات اللي عاوزة تنشريها دي؟
-- كل المشاهير بيعملوا كدا، رجالة وستات وأنا واحدة منهم، وأديك شايف اللي يسوا واللي ميسواش بيكتب مذكراته.
- حد يفضح نفسه بنفسه؟ الواحد ينشر مذكراته علشان الناس تستفيد من تجربته من كفاحه، من مشواره لكن عمري ما سمعت عن بنت ليل اتنشرلها مذكرات قبل كدا.
-- يا سيدي اعتبرني أول واحدة عملت كدا، ولو إني حصل قبل كدا كتير بس الظاهر عليك بطلت تقرا.
إحسان عبد القدوس/ الراقصة والسياسي.
منذ ما يقرب من عام أو أقل قضيت حوالي ثلاثة أسابيع في الغرفة ذاتها التي كان يقيم فيها المخرج الراحل يوسف شاهين بعدما تم قبولي في ورشة للسينما تقدمها شركة مصر العالمية التي تديرها المخرجة والمنتجة ماريان خوري لصناع السينما الشباب في مصر وخارجها؛ مخرجون وكتّاب تحت عنوان "سينما المرجعية الذاتية"، يسعى خلالها المخرج المصري باسل رمسيس الذي يعمل مدرس للسينما في مدرسة السينما في كوبا بعد دراسته للإخراج السينمائي في إسبانيا، في تقديم خبرته في مساعدة شباب السينمائيين على صناعة قصة سينمائية من داخل تجاربهم الشخصية، كيف يمكن أن تقدم قصتك الشخصية في فيلم؟
بدأت فكرة باسل رمسيس عام 2014 في مدرسة السينما في دولة كوبا التي يعمل فيها كأستاذ للسينما، عندما طلبت منه المدرسة تقديم ورشة للطلاب تساعدهم على معرفة كيفية إنتاج مشروعات تخرجهم، ومع الوقت أدرك فائدة أخرى من الورشة في أنها تساعدهم في فهم نوعية السينما التي يحتاجوا صناعتها، الورشة تقدم مجموعة أدوات تساعدهم على فهم أنفسهم أكثر.
دُرّست الورشة في حوالي 28 دولة مختلفة بين أميركا الجنوبية وآسيا وإفريقيا، اختلف التفاعل معها باختلاف الثقافات والأعمار والخبرات لكن ربما كان (الوجع الشخصي) دائمًا قريب ومشترك بين الجميع. "في مصر والسودان مثلًا فتح الطلاب موضوعاتهم الشخصية للاشتباك فيها بدرجة من الوضوح والجرأة مثل التي كانت في كوبا وغيرها". يقول باسل رمسيس.
على الرغم من شيوع مصطلح "السيرة" إلّا أنه دائمًا ما كان يؤكد باسل على مصطلح "المرجعية الذاتية" وليس "السيرة الذاتية"؛ إذ أن السيرة الذاتية عمومًا عبارة عن نوع من المرجعية الذاتية التي تشمل معرفة كيف يمكن للصانع أن ينتج قصة شخصية أو يقدم رؤيته الشخصية عن الأشخاص والأماكن والأشياء في فيلم سينمائي، "إنها سينما مهمة حتى للذين قرروا عدم تقديم قصصهم الشخصية".
أيضًا لا تقتصر الأفلام الذاتية على قولبتها ضمن أفلام تسجيلية فقط، يحكي باسل خلال حديثه بأن يمكن تصنيف الكثير من الأفلام الروائية كأفلام شخصية لصنّاعها: محمد خان في فيلم "فارس المدينة" يمكن تصنيفه فيلم شخصي تمامًا، مثلما يُصنّف عمل يسري نصر الله "سرقات صيفية" وكذلك خيري بشارة "العوامة رقم 70". كلها تجارب للسينما الذاتية الرائدة في مصر.
الناقد إبراهيم العريس يقول في كتابه أن معالجة المخرج يوسف شاهين لسيرته الذاتية اختلفت جوهريًا عن سابقيها وعن المحاولات المتواضعة للكتاب المعاصرين لمعالجة تواريخهم الشخصية. أيضًا يرى مالك خوري في كتاب "المشروع القومي العربي في سينما يوسف شاهين أن "إسكندرية ليه" أول سيرة ذاتية في تاريخ السينماتين المصرية والعربية.
ومن التجارب الحديثة التي حاول مخرجوها تقديم الخاص في إطار العام ؛ الفيلم التسجيلي "آخر أيام المدينة" الذي رفض مهرجان القاهرة في عام 2016 عرضه "بناء على رفض جهة ما" ودون إظهار أي أسباب منطقية مثلما ذكرت ماجدة واصف رئيسة المهرجان في ذلك الوقت.
المخرج تامر السعيد قدم خلاله رؤيته حول قتامة وتعقيدات مدينة القاهرة، وسّع دائرة تصوره عن مفهوم المدينة نفسها بالخروج عن دائرة القاهرة فقط إلى لبنان والعراق أيضًا. مخرجه كان على وعي كامل بأنه يصنع فيلمًا عن نظرته الذاتية للمدينة التي يعيش فيها وكذلك نظرة أصدقاءه لمدنهم، كذلك يعتبره باسل رمسيس رمسيس من أهم الأفلام الذاتية المصرية الحديثة.
بالرغم من كل ذلك الحراك القديم والحديث، في النهاية لا يزال رمسيس يرن أنه لا يوجد لدينا موجة أفلام مرجعية ذاتية من الأساس. نتساءل في الـ"منصة" من خلال النماذج القليلة التي ظهرت الفترة الأخيرة عن مساحة جودتها وأسباب أهمية وجود السينما الذاتية أساسًا للصانع قبل المتلقي، ونعيد الحديث عن السينما الشخصية والذاتية وتجاربها ومساحات التفاعل معها.
النموذجان اللذان قررنا الكتابة عنهما ضمن الحديثة عن السير كان اختيارهما في الأساس معتمد على أنهما يمثلان نموذجان مختلفان تمامًا على الأصعدة كلها؛ الطبقة الإجتماعية المختلفة والسن الذي يجعل كلٍ منهما يعبر عن أفكار ومساحات حركة جيل مختلف والإندماج مع العام من خلال الخاص وكيفية الحكي الذاتي نفسه: اختارت ماريان خوري الابتعاد عن الحديث السياسي تمامًا والإلتحام أكثر بقصتها من الداخل بينما اختار محمد رشاد أن يعرّف نفسه من خلال الآخرين ومن خلال الالتحام الكامل مع الواقع السياسي، كلاهما إلى جانب أفلام السيرة الذاتية الأخرى عمومًا ربما سيتضح لنا مدى أهمية صناعتهم خصوصًا في الأوقات المليئة بالخطر من الحديث حول أي شيء.
النسور الصغيرة.. أبناء الطبقة المتوسطة الأبرار
مخرج فيلم سيرة ذاتية جيد هو بالأساس شخص واعي بشكل كبير بنفسه ومحيطه ومدى علاقات الأشياء، يُبقي مسافة معقولة بينه وبين حكايته حتى عندما تكون شديدة الخصوصية وأبطالها أفرادًا من عائلته. بالحديث عن ذلك وعن جيل وطبقة إجتماعية أخرى يأتي أهمية قصة ذاتية تتداخل فيها الشخصي مع العام، فيلم السيرة الذاتية "النسور الصغيرة".
في الحديث عن السير الأدبية التي قرأت منها عدد غير قليل لم أر سيرة ذاتية تحظى بكاتب يسرد قصته مع والده أكثر من والدته من السيرة الذاتية لجون ستيوارت ميل. وهكذا تذكرتها فورًا مع مشاهدة "النسور الصغيرة" للمخرج محمد رشاد، سيرة سينمائية تحمل كشف ومصارحة ربما لن تجدها في سير ذاتية عربية كثيرة، لم تأخذ الشكل التقليدي التاريخي ولم تنأى بنفسها عن الاشتباك مع السياسي مثلما فعلت ماريان متعمدة في الغالب.
قرر رشاد أن يقدم سيرته الذاتية ويخوض بها أول أفلامه التسجيلية الطويلة، شاب سكندري من الطبقة المتوسطة يحُلم بصناعة الأفلام بينما يراه والده ومجتمعه الصغير يضيّع وقته، قصة تقليدية ربما ترفض أن أكملها لك لو كُنا نجلس في قهوة نتسامر، لكن دائمًا الكنز في الرحلة والشيطان يكمن في التفاصيل.
صراع محمد مع والده يمثل صراع أغلبية أبناء الطبقة المتوسطة الذين اختاروا العمل في المجال الأدبي والسينمائي وكل المهن التي لا تحصد منها مال يأمنك غدر الدنيا يتشابك في حكاية أصدقاءه أبناء جيل السبيعينات الذين قضوا سنوات شبابهم في معتقلات أنور السادات.
يقول محمد رشاد أنه لم يفكر في إنتاج فيلم شخصي أساسًا في البداية لكن مع الدخول أكثر في قصص النسور الصغيرة اكتشف أن هذه القصة هي قصته مع والده. وهكذا قدم فيلم كان مدرك تمامًا ما يمكن أن يقوله وما يقوله أبيه. بالتالي، يقول "تسبب الفيلم في إحساس بالتصالح مع والدي، تفهمت جيل والدي بشكل كامل بعد الفيلم، وكذلك أبي تفهم جدوى عملي.
أحلام محمد التي جعلته يُمحورها في الهروب من مكانه في الأسكندرية والقدوم إلى القاهرة لأسباب واعية أو غير واعية، الجيل الذي حلم آباءه بأشياء تمثل كوابيس رجال الدولة، أزمات هذا الجيل مع اختيارات آباءه ومواجهة فشلهم ذاته بعد حراك 2011. المخرج مشغول دائمًا بأفكار أحلامه صغيرًا بأن يصبح ممثلًا ليعيش العديد من الأدوار، في لحظة ما يتنصل محمد من حُلمه كممثل لأنه وإن كان يعيش أدوار عديدة فتلك الأدوار تُكتب له بينما هو لا يريد ذلك، تنصل لا يدركه تمامًا لأننا دائمًا ما نرى محمد في اختياراته للآخرين، يحكي قصص أصدقاءه بالتقاطع مع قصته الشخصية بل يضعها في مقارنة معه.
فقر بصري سواء متعمد أو غير متعمد ومساحات حركة كاميرا ضيقة متعمدة أو ليست كذلك كان توظيفها ذكيًا من أجل قتامة الذكريات التي يبني عليها فيلمه السيرذاتي.
يمثل فيلم رشاد سينمائيًا ما تمثله سيرة الباحث عمرو عزت الأدبية "غرفة 304.. كيف اختبأت من أبي العزيز 35 عامًا"؛ كلاهما أبناء أبرار للثورة وجيلها، يقول عزت: لقد قمت بعدة تنظيرات بخصوص "ملة هذا البيت" ملة هذا البيت كواحد من بيوت الشرائح الأقل ثروة من الطبقة الوسطى، هي النجاح وتأمين الحياة والبعد عن موضوعات الشغف والمغامرات. لتكن مهندسًا لكن لا تدرس الفن، لتكن متدينًا كمشايخ الأزهر أو كأبناء الطرق الصوفية الذين يدورون في الدوائر الآمنة لا سلفيًا ولا إخوانيًا، إن أردت أن تمارس السياسة فلماذا لا تنضم للحزب الحاكم، فكر أن تصلحه من الداخل، لكن بعيدًا عن المعارضة.
صدق التحرر من أزمات يعانيها كثير من أبناء الطبقة المتوسطة في مداراة قصص عائلتهم أو ربما الخزي من ذلك تشاهده واضحًا في "النسور الصغيرة"؛ هكذا يمكن لأبناء الطبقة المتوسطة أن يتخصلوا من أغلب أزماتهم بسهولة حكي ما يمكن أن يُتخيل كمأساة.
إحكيلي.. سينما السيرة الذاتية أم سيرة ذاتية للسينما؟
كانت من بين الطالبات اللاتي حضرن ورشة المرجعية الذاتية الطالبة هي نفسها التي تمتلك المكان التي يقيم فيها الجميع، والتي سوف تُنتج بعد ذلك سيرتها الذاتية لتقدمها في فيلمها الجديد: المخرجة والمنتجة ماريان خوري وفيلمها "احكيلي".
في الفيلم تقدّم ماريان أزمة عاشها خالها يوسف شاهين عن طريق والدته التي تخبره أنها لا ترى صناعة فيلم وثائقي عن العائلة فكرة جيدة، تقول: نحن عائلة تافهة وبسيطة ليست هناك أحداث مهمة فى حياتنا لا جريمة ولا طلاق. يجيب الابن يوسف شاهين: ولكن قصص الجرائم والطلاق تصنع دراما سخيفة وسطحية. الحياة البسيطة تصنع قصصًا أفضل.
تحكي ماريان خلال فيلمها الجديد قصة حياة والدتها كمحور للأحداث، وهو اختيار موفق على ما يبدو لشخصية تمثّل شجرة يمكن من خلالها التفرع إلى حكايات أخرى حولها؛ من خلال الوالدة سنتعرف على أخيها يوسف شاهين وأخواته، ماريان نفسها وابنتها بالتحديد، إلى جانب عائلاتها الصغيرة.
ربما مثلما فعلت الكاتبة والمخرجة سارة بولي ابنة العائلة الفنية هي الأخرى عندما حديثها عن والدتها في "قصص نرويها" بمحاولة إحياء شخص ميت.
ابنة تأخذ الفيلم لمساحات تفاعل مختلفة تُكتشف من خيط الجدة التي نسمع عنها من الجميع كأسطورة تمتلك الذكاء والحزم، والأم التي تطرح الأسئلة التي تؤرقها منذ زمن، والابنة التي تعيد الإجابة على أشياء تتعامل معها العائلة كبديهيات؛ لماذا يُقال أن جدتي شخصية قوية رغم كونها مكتئبة دائمًا؟ لماذا كررت ماريان الأخطاء ذاتها التي واجهتها سابقًا مع والدتها؟
قبل أسابيع من مشاهدة "إحكيلي" شاهدت فيلم السيرة الذاتية "اختفاء والدتي" الذي يقدم المخرج بينيامينو باريز فيه أيضًا قصة والدته التي كانت تعمل كعارضة أزياء في سيتينات وسبيعينات القرن الماضي ثم تركتها وحصلت على الماجستير والدكتوراه واعتبرت أن فكرة الأزياء تعتبر المرأة كسلعة للعرض وأصبحت مدافعة عن تصوير المرأة بهذا الشكل كما أصبح لديها عقدة من كل أنواع التصوير، كل ما كانت تريده أن تترك حياتها وابنها وتذهب بعيدًا وحدها في مقابل ذلك ساومها الابن المخرج بعمل فيلم عن حياتها أولًا، على مضض وافقت.
سألت المخرج عن مدى أخلاقية تصوير الأم بالرغم من عدم رغبتها في ذلك قال أن في ذلك جزء من التعبيرات العاطفية الزائدة عن الحد المتجاوزة -الأفورة- وغير الحقيقية تمامًا، فالأم تمثل في وجهة نظره نموذج مختلف ومتمرد عن السيدات التي يراهم يوميًا، هذا التمرد الذي وجده المخرج في والدته على ما يبدو هو التمرد ذاته الذي وجدته ماريان خوري في ابنتها الغاضبة أحيانًا والتي يظهر في أكثر من مشهد تأففها واستهجانها أساسًا من فكرة عمل هذا الفيلم.
تتقاطع قصة ماريان خوري ووالدتها أخت المخرج يوسف شاهين مع ثلاثية شاهين السينمائية التي قدم فيها أكبر قدر من سيرته الذاتية (إسكندرية ليه – حدوتة مصرية – إسكندرية كمان وكمان)، تلك التي قال عنها إبراهيم العريس أن شاهين احتاج خلالها إلى أن يقول شيئًا ما أكثر جراءة وحدّة لأنه إذا قضيت سنوات من حياتك تشير بإصبع إتهامك إلى الآخرين وتنتقدهم وتفضحهم، حينئذ تصبح مضطرًا عند لحظة معينة أن تتوقف للحظة وتنظر في المرآة وتحاول قراءة ملامحك بتقييم ماضيك وحاضرك الخاص... تسأل نفسك "ألست جزءًا متممًا من هذه اللعبة ومن التاريخ ومن ثم من هذا الواقع وهذه الهزيمة؟".
أيضًا يعتقد الناقد الراحل سمير فريد أن سيرة شاهين أو ثلاثيته عن الأسكندرية مماثلة لكتاب السيرة الذاتية لطه حسين "الأيام" كلاهما مَعلمًا للآخرين، بعد يوسف شاهين مثًا صنع المخرج التونسي سيرته في فيلم "ريح السد" والمخرج السوري محمد ملص صنع "أحلام المدينة" وهكذا.
ويرى المؤلف مالك خوري أن يوسف شاهين بعد أزمته القلبية التي تعرض لها أثناء فيلم "العصفور" أصبح أكثر تأملا لحياته الخاصه، وكذلك تحديدًا جاء فيلم ماريان بعد معاناه شخصية مع المرض.
قدمت السينما عدد من السير الذاتية كقصص سينمائية سواء تسجيلية أو روائية عن قصص الشخصيات العامة الحقيقية لكن يظل فيلم ماريان خوري بالرغم من مآخذ حديثها مع ابنتها بلغة غير عربية وكذلك النأي بفيلمها عن أي اشتباك سياسي يضع تساؤل عن هويته أساسًا، فيلم هو سيرة ذاتية للسينما ذاتها بالأفلام التي يؤرِخ لها بالقدر نفسه الذي يُصنفه سينما سيرة ذاتية.
بعد الهزيمة وأثناءها تصبح مساحات مراجعة الذات هي الأهمية القصوى في أي مسار للتصحيح أو تفادي الأخطاء مستقبلًا، في الأوقات التي يحظر فيها الحديث حول الأشياء التي قد تتطلب الهمز واللمز حول القيادة السياسية ومدى جدواها تصبح الأحاديث الشخصية الملجأ الأصدق وغير المباشر لكشف الغامض والمثير.
"سلطة بلدي" الذي قدمت نادية كامل خلاله أزمة هوية يعيشها ابن أخيها، "العذراء والأقباط وأنا" وتساؤل المخرج نمير عبد المسيح حول مساحات تفاعله مع أهله في الصعيد. "نهايات سعيدة" لأيمن الأمير. وأخيرًا النجاح التجاري الذي حققه فيلم "هدية من الماضي" كفيلم سينما ذاتية. وأفلام أخرى لم يتسع الوقت والمجال للسرد تلفت أنظارنا للإهتمام أكثر بهذا النوع من السينما.
في لحظة حرجة شديدة التقلب على مستوى أوسع وأكثر شمولًا في المشهد الثقافي والإجتماعي والسياسي كالتي نعيشها، تصبح الأحاديث الذاتية والقصص الشخصية المُدرَكة تمامًا لصناع الفن والأدب هي الأكثر تأسيسًا وشرحًا للمشهد، ليست تلك التي تنغرس داخل ذاتها متجاهلة الجميع بدعوى التركيز مع النفس لكن تلك التي تطرح التساؤل على الآخر ونفسها، الأفعال التي أُتخذت ومدى تجنب إرهاصاتها السيئة والتفكير بصوت عالٍ لإيجاد حلول قد تجنّب القادمون الوقوع المتكرر فيها.
Comments