top of page

aboutMe

Egyptian writer and photographer, graduated from the Faculty of Media and Communication Arts, Radio and Television Department, interested in writing in philosophy, literature and film criticism.

عندليب الكتابة الذي مات وحيدًا

  • صورة الكاتب: Hossam Elkholy
    Hossam Elkholy
  • 21 يونيو 2018
  • 3 دقيقة قراءة


ree


"ألترا صوت" على ما يبدو أن حديثنا عن الصحافة المصرية عمومًا ينبغي أن يبدأ من أهم روادها الجدد؛ التوأمين على ومصطفى أمين، مؤسسي أخبار اليوم التي أخرجت لنا رواد وعمالق الصحافة والكتابة في مصر لا سيما إلى جانب الأهرام، ثم الجمهورية التي أنشأها وأدارها الرئيس السادات، وحديثنا الآن عن أحد رفاق وتلاميذ رحلتهم الممتعة وأحد أفراد المؤسسة العتيدة التي بدأت في أربعينيات القرن المنصرم عندما كان يزيد توزيعها عن مليون نسخة يوميًا؛ الكاتب المصري محمود عوض.


ولد عوض في مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة من سبعة أطفال كان الثالث في هذا العنقود، بالإضافة لوالديهم، عمل في أخبار اليوم، ولاقى نجاحات كبيرة، وكتب العديد من الأعمال المميزة، كان أشهرها "شيء يشبه الحب" والمسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، الذي زاد صلته ببطل المسلس عبد الحليم حافظ، نشأت بينهم صداقة عميقة جعلته ينفرد بالكثير من أسراره وتفاصيل حياته. كان صديق مقرّب أيضًا لبليغ حمدي، حيث كانت أول عمارة يستأجرها "عوض" بالقاهرة يملكها والد بليغ حمدي، وفي الوقت الذي رفض كتابة مذكرات للمطرب فريد الأطرش، تقرّب من كوكب الشرق كما لم يفعل أحد وانتقدها خلال كتابه "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"، وتعامل معها كمطربة فقط/، بالرغم من حبه الشديد لها، وكانت تحب صحبته، أيضًا انتقد محمد عبد الوهاب في كتابه "عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد"، وكان أول من أدخل المطرب "أحمد عدوية" للإذاعة.


لقبه الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس وقتها بلقب "عندليب الصحافة"، رغم ثوريته الكبيرة التي جعلته يتولى رئاسة تحرير صحيفة "الأحرار" المعارضة للنظام بالتزامن مع نشر مقالاته في "أخبار اليوم" أيضًا. مُنع من الكتابة أثناء فترة حكم السادات تحديدًا في عام 1977، حيث كان يسبب إزعاجًا للسلطة بسبب آراءة من مفاوضات السلام مع إسرائيل، وتغطيته لشئون الأمم المتحدة بشكل حاد، كتب عن تفاصيل المصريين بالخارج وحلّل أيضًا الداخل الإجتماعي والعلمي للكيان الصهيوني في سلسلة "إعرف عدوك"، وقدّم إطروحات حول "ضرورة ما على العقل العربي أن يعرفه منها خاصة في تلك الفترة التالية لهزيمة 67"، وقتها عكف "عوض" وقدّم رائعته "وعليكم السلام"، وله العديد من الكتب غيره بالمكتبة العربية سواء في المجاللات الفنية أو السياسية.


أيضًا كتب عوض للصغار مجموعة قصصية صغيرة في سابقة في ذلك الوقت، وقدّم ست شخصيات شجعان ومتمردين، على اختلاف أزمانهم، تحت مسمى "سلسلة نوابع العرب"، الصادرة عن دار المعارف، حيث ضمت "طه حسين، أحمد شوقي، سيد درويش، سعد زغلول، مصطفى كامل، جمال الدين الأفغاني". وحرص أن تتاح تلك الأعمال للعامة مثل غيرها بأسعار رخيصة جدًا، وبحسب موقع مصراوي، تم بيع كتابه "عبدالوهاب الذي لا يعرفه أحد" في مارس 1971 بسعر 150 مليما للنسخة، فيما بيع كتاب "شخصيات" بحوالي 200 مليم في 1976، وفي يناير 2007، وقع عوض على عقد "من وجع القلب" ليصل سعره 18 جنيها.


كان عوض يعتقد أن "المستقبل في الصحافة الخاصة، وذلك إذا لم تأكلها الرأسمالية، وإنها تتيح الإبداع الصحفي" لذلك تجد بصماته في العديد من الأماكن الصحفية، تنقل عبر الكثير ولم يوقفه خلال مشواره الطويل شروط ولوائح وأجندات تلك الأماكن التي يشترك فيها مصالح التي، وتتلمذ على يديه العديد من الأجيال الصحافية عديدة في مصر والبلاد العربية سواء في المصري اليوم وأخبار اليوم المصريتين أو الحياة اللندنية أو جريدة الرياض السعودية أو الإتحاد الإماراتية وغيرهم.


كان أيضًا شديد الإحتكاك بفنانين ومثقفين عصره منذ بدايته، حيث كانت هناك جلسة دائمة تجمعهم في بيته، كان يقول عن تلك الجلسات في مذكراته "بيتى وقتها كان شقة صغيرة بحى العجوزة فى القاهرة، وهى بالدور الرابع بغير أسانسير، والضيوف القادمون فى كل مرة كبار فى فنهم وبسطاء فى صحتهم، ثم إن المكان لايتسع لأكثر من عشرة مقاعد، وبقدرة قادر يتسع المكان أكثر وأكثر، البعض جالس على الأرض، فى مقدمتهم عبدالحليم والبعض يتحرك إلى الشرفة، والبعض لا يجد مكانًا إلا فى المطبخ للشاي والقهوة، ومع ذلك تستمر الجلسة حتى الفجر الغناء أقلها، والحديث فى الأدب والفن والسياسة أكثرها". وظل هكذا طوال حياته المهنية والشخصية، على تواصل دائم مع المحيطين به، وظل كاتبًا من أشهر الصحافيين والكتاب المصريين إلى أن عُثر عليه ميتا في بيته عام 2009 بعد يومين دون أن يكتشف أحد وفاته، حيث عرف الموضوع بالصدفة عندما لم يذهب لموعده مع أحد الأطباء.

 
 
 

تعليقات


bottom of page