top of page

aboutMe

Egyptian writer and photographer, graduated from the Faculty of Media and Communication Arts, Radio and Television Department, interested in writing in philosophy, literature and film criticism.

كوبر.. هذه قِصّة حظٍ عاثر

  • صورة الكاتب: Hossam Elkholy
    Hossam Elkholy
  • 21 يونيو 2018
  • 9 دقائق قراءة



"ساسة بوست" «أنا آسف، نصيبي أن أخسر نهائي آخر» عبّر كوبر بكلمات بسيطة رُبما تفسّر بعضًا مما لا يقدر كوبر نفسه على تفسيرة. لا يتّهم أحد، ولا يتصّيد أخطاء للاعبين ليُحمّلهم نتيجة المُباراة. يتساءل الصحفيون ما إذا كان للحضري أو عبد الله السعيد أو غيرهم مسئولية الهزيمة لا يُجيب. لا يتحدث عن كُل الإصابات التي تجلس بجوارة وتُزيد من أزمتة. ورُبما يرى في أعين الجميع كالمُعتاد سوء صنيعة. وحده >نصيب< كوبر هو المسئول عن الهزيمة لأسباب لا يعلمها ولا نعلمها أيضًا. نُحاول في هذا التقرير تتبّع مسيرة الأرجنتيني والإجابة عن سؤال مُحيّر؛ هل يقف الحظ في صف كوبر أم ضدّه؟


علينا أن نُشير في البداية لمسيرة كوبر كلاعب داخل الملعب قبل أن يخرج منه. تلك المسيرة التي امتدّت ستة عشر عامًا لعب فيها كوبر في مركز قلب الدفاع، ذلك المركز الذي طالما إهتّم به واعتقد إنه سبب الفوز الرئيسي، رُبما يُجيب تواجدة كمُدافع عن سرّ الطريقة الدفاعية التي يعتنقها كوبر مهما كانت التغيرات أو الظروف.


كانت بداية هيكتور كوبر في مدينة شيبس الأرجنتينية. وُلد عام 1955 وبدأ ممارسة كرة القدم في شوراع هذه المدينة قبل أن يصبح لاعبًا رسميًا وهو عُمره عشرون عامًا في نادي فيرلو كاريل الأرجنتيني.

لم يُعرف عن كوبر إنه ذلك المدافع المتألق الذي يلفت الأنظار، إذ مثّل منتخب الأرجنتين في 3 مباريات فقط طوال مسيرتة، ولم يحترف في أوروبا أو غيرها. لعب إجمالي 567 مباراة سجّل خلالها 34 هدف. بدأ اللعب لصالح نادي >فيرلو كاريل< ثم انتقل بعدها بموسم واحد لنادي >ريفاديفيا< وأخيرًا نادي >هوريكان< الذي اعتزل فيه عام 1992.


على ما يبدو كان قد قرّر أن يبحث عن تحقيق خُططة وطموحاتة الكروية التي لم يستطيع تنفيذها وهو لاعب ليبدأ تدريبه العام التالي لإعتزالة مُباشرة 1993.


بدأ كمُدير فني لنادي >هوريكان< الذي إعتزل به حصل معهم على المركز الثاني للدوري الأرجنتيني، ثم انتقل إلى نادي >لانوس< ليُحقّق معه أول إنتصاراتة كُمدير فني بحصولة على كأس أمريكا الجنوبية، من هُنا بدأت تتّجة الأنظار قليلًا إليه ليذهب بعدها لأهم محطاتة التدريبية آنذاك (نادي فالنسيا الإسباني).

عُيّن مدبرًا فنيًا لـ (لانوس، أتلتيكو هوركان، مايوركا، فالنسيا، إنتر ناسيونالي، ريال بيتيس، بارما، منتخب جورجيا، أريس، راسينج سانتاندير، أوردا سبور، الوصل).


كوبر والمنتخب المِصري.. الحظ لا يأتي صدفة!

انتهى أمس اللقاء الذي جمع المُنتخب المصري أمام نظيره الإفريقي مُنتخب الكاميرون، وذلك في نهائي كأس الأمم الإفريقية المُقام في الجابون بفوزِ منتخب الكاميرون بهدفين مقابل هدف، هزيمة في المُباراة النهائية تُضاف لهزائم كوبر الإثني عشر الآخرين في إحراز لقب يقضي به على الإسم الذي لازمة طويلًا، المنحوس. لتؤكد عقدته الكبيرة من آخر مُباراة في أي بطولة خاضها حتى مع الفرقة التي كان قد صرّح سابقًا لجريدة الجارديان بأنه كان في حاجة إليها وأن تدريبها هو اللحظة المُناسبة.


لعب المُنتخب المصري خلال هذه البطولة خمسة مُباريات فاز في ثلاثة مُباريات منها وتعادل في مبارتين ولم يخسر. بإجمالي أربعة أهداف مُقابل هدف وحيد في شباك المُنتخب المِصري ما يؤكد نجاح كوبر دِفاعيًا. أو رُبما كما يعتقد الكثير من مشجعي المُنتخب عن طريق الحظ.


بدأ كوبر البطولة بالتعادل السلبي مع المنتخب المالي ثم الفوز على أوعندا (1 – 0) بتسديدة عبدالله السعيد، ثم بنفس النتيجة أمام منتخب غانا بهدف محمد صلاح، والفوز بهدف وحيد كالعادة أمام المغرب في الدقائق الأخيرة رُبما المقصودة من كوبر فقط عن طريق اللاعب محمود كهربا والتعادل الإيجابي (1 - 1) أمام بوركينا فاسو بعد التقدّم من خلال هجمة مُرتدّة عن طريق محمد صلاح. ثم الفوز بركلات الترجيح (4 – 3) بعد تصدي عصام الحضري لركلتين جزاء.


في المقابل لحديثة مع صحيفة أجنبية قال المدير الفني للمُنتخب >كُنا مُنهكين بدنيًا وعاطفيًا<. لكن كُل ذلك لا يهتم به الجمهور، الآن الجميع لا يرى سوى خسارة البطولة حتى لو كان المُنتخب الذي تحمل قيادتة لم يُشارك في البطولة منذ أكثر من عام.


"كُل البدايات ليست مُهمة، المُهم النِهايات، قُل لي ما النهاية أقل لك ما تستحقة قصتك من إهتمام". يتذكّر كوبر كُل ذلك سريعًا وهو يرفض الحديث إلى الصحافة قدر المُستطاع، ثم يذهب إلى البيت سريعًا دون أن يصطحب أحد، رُبما نسى أن يخلع بذلتة.


يجلس كوبر وفي رأسة حصاد ما يزيد عن عشرون عامًا من التدريب والإدارة، لم يستطيع أن يُثبت من خلالها نجاحة متوّجًا بالبطولات، الأرقام في النهاية هي التي يهتم بها غالبية المُشجعين. رُبما لن يعلم أحد كيف مرّت تلك الليلة على هذا الأرجنتيني ذو 63 عامًا وكيف استطاع التغلب على وساس تجعلة يشك في كُل ما آمن به كُرويًا منذ قرر أن يسلك طريق التدريب في 1993 بعد عام واحد من اعتزالة كلاعب.


تُعتبر (الكاتيناتشو) أو المدرسة التكتيكية التي جلبت لإيطاليا أربع إنتصارات في كأس العالم هو الإسم الذي يُطلق على الطريقة الدفاعية البحتة داخل المُباراة مع بعض ما تستخدمة المدرسة اللاتينية التي تعتمد على الضغط والهجوم المُستمر على الخصم. بشكل أكثر وضوحًا يعتمد كوبر في خطتة المٌفضلة – التي تحتاج قوة بدنية وسرعة كبيرة في التقدم- التي يُمكن إدراجها تحت مُسمى >الكاتيناتشو< (4-3-2-1) التي تتحول إلى (4-4-2) في حالة الدفاع، تحتاج هذه الخُطة إلى لاعبي وسط هجوم ذوي لياقة كبيرة ومهارة في تسليم الكُرة والتغطية المُستمرة.


لكن في حالة المُنتخب المصري حاول كوبر تنفيذ هذه الخطة مُعتمدًا في البداية على (طارق حامد – محمد النني) لاعبي إرتكاز أساسيين، في إختيار تبيّن بعد ذلك عدم نجاحة بالنسبة للنني. فمحمد النني لم يلعب في هذا المكان من قبل بالإضافة لإغفال نقطة أهم؛ ذلك التكتيك يحتاج من لاعب الإرتكاز إندماج مُسبق مع الفريق وتعود أو هضم كامل لمرونة هذا المكان.


يضغط كوبر على النني للتراجع قليلًا لتنفيذ الخُطة الدفاعية المتفق عليها، يترك مساحات خالية في الوسط، يبدو التوتر والخطورة على المُنتخب المصري وهكذا إلى ما لا نهاية. في مُحاولة لسد العجز فقط لُمجرد الإصرار على نفس الخُطة التي لا يراها صحيحة سوى هيكتور كوبر ورُبما القليل معه يضطر كوبر بدفع أحمد فتحي بدلًا من النني كلاعب إرتكاز بجوار طارق حامد، وأحمد المُحمدي ظهير أيمن. رُبما إلى الآن لم يفهم كوبر حقيقة غضب المصريين من خططة؛ يعتقد كوبر إن المصريين يشعروا بعدم صلاحيتها على الإطلاق في حين إنهم يرديدوا أن يقولو إنها غير مُناسبة فقط.


(أوغندا – غانا – مالي – الكاميرون) أربع فرق أفريقية واجهتها مصر كوبر، لم يستطيع أن يرى فارق اللياقة البدنية لصالح الرُباعي الأسمر ليُراهن في مُباراة تلو الأخرى على هجمة وحيدة يستطيع أن يسرق بها المُبارة ولا وقت للمُتعة الكروية. رُبما كان حق لكنّنا شاهدنا مصير من يُقامر بالسرقة في آخر ربع ساعة من كل مباراة؛ وقد خسر بنفس الطريقة.


رُغم ذلك لم تذهب إنتصارات كوبر مع خسارة النهائي فقد كان لها دوراً بارزاً في التقدم بالتصنيف المقبل للفيفا، بعدما دخل المُنتخب المصري المسابقة محتلين للمرتبة 35 عالمياً والثالثة أفريقياً خلال شهر يناير الماضي. أيضًا التصنيف القادم للفيفا سيشهد تقدم المنتخب المصري لـ11 مركز على المستوى العالمي، ليحتل كوبر مصر المرتبة رقم 24، مع احتلال الصدارة على أفريقيًا.


على ما يبدو ليس من قبيل الصُدفة أن يفوز المُنتخب المصري بهدف وحيد على طول مسيرتة مع هيكتور كوبر إلّا مع منتخب التشاد الوحيد الذي فاز عليه المُنتخب ذهابًا(5 – 1) وإيابًا (4 – 0). ورُبما ليس من قبيل الصدفة أيضًا أن توضّح مسيرتة التدريبية تقارب هذه النتائج أعوامًا كثيرة من التدريب. لكن الخطأ سيتضح أكثر عند تحليل مسيرة نادي فالنسيا بقيادة المُدافع دائمًا كوبر.



هيكتور كوبر وفالنسيا.. مرة واحدة لا تكفي للتَعلّم

يتركَ هيكتور نادي >مايوركا< أول من حصد خساراتة في النهائيات بإجمالي هزيمتين الأولى في نهائي أمام برشلونة فازت فيه الأخيرة بركلات الترجيح 1998 والثانية أمام نادي لاتسيو في 1999 التي تتساوى لاحقًا مع فالنسيا بعد خسارة نهائيي الكأس، لكنّنا لا نزال نتساءل لماذا؟


>لقد كُنا نسمع الأخبار التي تأتينا عن فالنسيا المُرعب الذي يسحق ريال مدريد وبرشلونة بالإعتماد على لاعبي إرتكاز مغمورين<.


المُدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي الذي فاز بكأس العالم 2006.



(1)

في واحدة من أهم محطاتة التدريبية يقود هيكتور نادي فالنسيا الأسباني هذه المرّة، يبدأ السباق في دور المجموعات الأول تتصدّر (كوبر فالنسيا) المجموعة الثانية بإجمالي 12 نقطة من ستة مباريات، فاز نِصفهُم وتعادل الآخر ولم يُهزم، أحرز ثمانية أهداف مُقابل أربعة أهداف في شباكة.


على ما يبدو تقترب النتائج التي حصل عليها هُنا مع نتائجة للمنتخب المصري، حيث فاز على نادي >رينجز< زهابًا (2 -0) وإيابًا (2 -1) ثم تعادل مع نادي >آيندهوفن< (1 -1) ذهابًا وفاز إيابًا (1 – 0) ثم تعادل مع نادي بايرن ميونخ ذهابًا وإيابًا (1 – 1).


في دور المجموعات الثاني تصدّر كوبر أيضًا بإجمالي بعشرة نقاط، لعب ستة مُباريات، فاز بثلاثة ثم تعادل في واحدة وخسر مبارتين، أحرز خلالهم تسعة أهداف مُقابل خمسة في شباكة حيث فاز على نادي بوردو ذهابًا (3 – 0) وإيابًا (4 – 1) ثم هُزم من مانشيستر يونايتد ذهابًا (3 – 0) وتعادل سلبيًا في مباراة العودة، وأخيرًا فاز على فيورنتينا في الذهاب (1 – 0) وفي العودة (2 – 0) ويذهب مُطمئنًا إلى تصفيات نِصف النهائي.


في مواجهة مع غريمة نادي لاتسيو انتصر كوبر في مُبارة الذهاب (5 – 3) ثم فاز في العودة (5 – 2) يتجة رويدًا رويدًا للفت أنظار العالم إليه، وينجح في ذلك بعد فوزة الأسطوري في المُباراة قبل النهائية على نادي برشلونة الأقوى آنذاك، ذهابًا (5 – 3) وإيابًا (4 – 1).


ويتأهل للنهائي ضد النادي الملكي ريال مدريد. (2-3-1-4) نفس الخطة والتكتيك الذي وصل به للنهائي يستمر به أمام هؤلاء العمالقة. يقول سن تزو إن كنت تعلم قدراتك وقدرات خصمك، فما عليك أن تخشى من نتائج مئة معركة. وإن كنت تعرف قدرات نفسك، وتجهل قدرات خصمك، فلسوف تعاني هزيمة ما بعد كل نصر مُكتسب. أما إن كنت تجهل قدرات نفسك، وتجهل قدرات خصمك، فالهزيمة المؤكدة هي حليفك في كل معركة».


على ما يبدو إن الإجتهاد وحده لا يجعلك تنتصر، عناصر الخِبرة يُمكن الإعتماد عليها أحيانًا، تمتلك ريال مدريد المُبارة من بدايتها، بالسيطرة على خط الوسط تمامًا عن طريق لاعبي الإرتكاز (رونالدو وراؤل) وخلفهم (روبرتو كارلوس) الذي يتقدم مع ضغط لاعب فالنسيا المُزعج (خافير فارينوس) الذي صنعه كوبر على يده، ويمنعوا أي تقدم أو هجمات مُرتدة للأسبانيين (ماندييتا الكابتن وأنغولو).


فازت ريال مدريد (3 - 0) مع وجود إستحواذ يكاد يكون مُتساوي مع الريال كما تستطيع فالنسيا تشكيل خطورة كبيرة لكن بدون تأثير ملموس نتيجة الإعتماد على لاعبي الإرتكاز الذين يُحكم المدير الفني لريال مدريد (فيسنتي ديل بوسكي). في الحقيقة فارق الخبرة والإحترافية كانت تُرجّح ريال مدريد لكن على الرغم من ذلك لم يسعى كوبر لتغيير إستراتيجية الملعب التي على ما يبدو لا يستطيع اللعب بدونها مثلما يجيدها أكثر من أي شخص آخر.



(2)

يَطرُد كل الوساوس المُسيطرة. يقف أمام المرآه ليرتدي ربطة العنق لبذلتة المُعتادة، ويُغادر المنزل آملًا في نهاية أفضل هذه المرة. يتذكر البطولات الثلاثة المُتتالية التي حصل عليها ( 1974 – 1975 – 1976) يأمل بالتتويج الرابع. ولا ينظر إلى الكثير من الجدل المُثار عن خطتة المُقترحة التي لا تتغير مثل ربطة عُنقة، (2-3-1-4) نفس خُطة هزيمتة السابقة في 2000 أمام النادي الملكي ريال مدريد.


لمن لا يعلم هذه الخُطة تُستخدم لتقديم الدعم بإستمرار سواء على الجانب الدفاعي أو على الجانب الهجومي بالإعتماد الرئيسي على لاعب الإرتكاز وصانع ألعاب. يختار لاعبي إرتكاز لم يسمع عنهم أحد كثيرًا (خافير فارينوس وجيرارد لوبيز) واستطاع التغلب على الهولندي لويس فان غال المُدير الفني لبرشلونة أقوى الفرق آنذاك برُباعية. علينا أن نوضّح إنه لم يهتم كثيرًا بشهرة اللاعب من عدمها بقدر إهتمامة بتنفيذ التعليمات حرفيًا مع ترك مساحات قليلة مُتفق عليها مُسبقًا أيضًا.


الآن وبعد الخسارة الأولى مع فالنسيا في 2000 والثالثة في مسيرتة التدريبية يتأهل كوبر مع فالنسيا مرة أخرى فى مايو (أيار) 2001 في ملعب سان جيرو بمدينة ميلانو في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام الماكينات الألمانية بايرن ميونخ التي لم تُهزم سوى مرة وحيدة خلال البطولة. في حضور أكثر من 70 ألف مُتفرج تزيد آمال مُرتدى الزي الأبيض منهم عن العام السابق. لم يفقدوا الأمل بعد في التتويج بالبطولة ولا في هيكتور كوبر.


تتصدّر فالنسيا المجموعة الثالثة من دور المجموعات بـ13 نفطة بعد خوض ستة مُباريات فاز فيها أربع مرات وتعادل واحدة وهُزم مرة وحيدة مثل مُنافسة الأخير بايرن ميونخ. ثم تصدّر المجموعة الأولى بـ12 نقطة بعد خوض ستة مُباريات فاز فيها بثلاثة وتعادل في ثلاثة. ثم تأهل للنهائي بعد الفوز إيابًا على غريمة ليدز يونايتد الإنجليزي (3 – 0) بعدما تعادل سلبيًا ذهابًا. يصعد لنهائي البطولة بإجمالي 23 هدف في مقابل سبعة أهداف فقط ما يُبيّن نجاح الخِطة الدفاعية المُحكمة لدى كوبر .


تبدأ فالنسيا كوبر بداية (جيدة) نوعًا ما، يحتسب حكم المُباراة الهولندي ديك يول ضربة جزاء لصالح نادي فالنسيا لتفتح شهية الجميع للمُباراة وتُسجّل أول أهدافها مُبكرًا في الدقيقة الثانية من وقت المُباراة بقدم نجم خط الوسط وقائد الفريق جاكيزا ماندييتا.


يتوقف الأمر هُنا، تحديدًا بعد إحراز هدف. يعتقد البعض إنه المتوقع في الدقائق القادمة وجود تراجع نسبي لفالنسيا أمام مُحاولات البايرن، لكن ليس لهذه الدرجة، رُبما نستطيع القول أن فالنسيا لم تقدّم سوى أربع هجمات حقيقة خلال الشوط الأول من المُباراة.


كالمُعتاد تتحول خطة كوبر للدفاع بوضوح وسد ثغرات خط الوسط التي يبدأ بها، ثم الإعتماد بشكل رئيسي على صُنع هجمة مُرتدّة رُبما لن تأتي. ويرجع الفضل في الخروج بأمان للحارس الذهبي خوسى سانتياغو كانيزاريس الذي أبعد أكثر من كُرة عن لمس الشباك وتعادل فريقه.


حتى الآن ومع نهاية الشوط الأول للمباراة يُسيطر كوبربتشيكلتة على جوانب المُباراة ويحتفظ بفوز نِسبي، لكن ثمة أشياء في هذا العالم لا يُمكن السيطرة عليها ولو حرصنا، يُخبر البعض الشاب خوسى حارس مرمى فالنسيا بوفاة والدتة؛ يفقد الحارس حماسة تجاة العالم والمُباراة ويسقط أرضًا.


https://www.youtube.com/watch?v=CSPyxsuSEdE


يرتبك الحارس ويحزن أصدقائة قليلًا لكن الوقت لن يسمح بهذا الحُزن الإجباري، يعود الجميع إلى أرض الملعب لمُتابعة المُباراة والشوط الثاني لا يأملوا بأكثر من ما هو مُتاح بالفعل؛ الخروج بنفس نتيجة الشوط الأول.


لكن مع بداية الشوط الثاني تحديدًا في الدقيقة 5 يحتسب الهولندي ركلة جزاء صحيحة للبايرن بلا شفقة على هؤلاء الذين خرجوا من أجواء المُباراة قليلًا لوفاة والدة صديقهم. يتعادل الفريقان بهدف قائد الألمان ستيفان إيفينبرغ لتُصبح النتيجة (1-1) مع استحواذ ظاهر لدى الألمان الذين ما زالو بكامل طاقتهم.


تنتهي المُباراة بهذا التعادل وبإجمالي إستحواذ 64% لنادي بايرن ميونخ مقابل 36% لفالنسيا، ثم ينتهي الوقت الإضافي بنفس النتيجة مع تغيّر بسيط في الإستحواذ ولا يفصل الجميع عن اللقب سوى ركلات الحظ (ركلات الترجيح) التي تفوز بها الماكينات الألمانية (5 - 4) بعدما تصدّى حارس البايرن الأسطورة أوليفر كان لثلاثة ركلات ترجيح. يصرخ الجميع في وجه كوبر؛ الذي ينظر إلى السماء لعلّه يجد إجابة.


عندما رُشّح كوبر لقيادة المٌنتخب الأرجنتيني عارض الجميع ذلك قائلين >ما فائدة الوصول للنهائي ما دُمنا سنخسر بعد ذلك< بشخرية تامة لم يُعاضها كوبر نفسه الذي إبتسم بدون إبداء أي أسباب منطقية لما يحدث في النهاية.


رُبما لن يستطيع كوبر مُعالجة نفسية حارس المرمى وقتها بعد وفاة والدتة كما لم يستطيع أيضًا مُعالجة كل هذه الإصابات غير المتوقّعة التي واجهها مع المُنتخب قبل النهائي رقم 13 له. ورُبما من الخطأ كما اعتقد بعض المُحلّلين الطريقة التي تعامل بها كوبر مع مُنتخب مصر أو رُبما يتحمّل أخطاء أخرى لم نرصدها بعد، لكنّه يظل وبدون هجوم زائف غير منطقي يحمل وجهة نظر مُحددّة لم يوفّق في نجاحها حتى الآن. ولكي نكون أكثر دقّة "هو شخص مثل بقية المصريين الذي اختارهم قدرًا يقف الحظ أمامهم جميعًا وليس معهم".

 
 
 

Коментари


bottom of page