top of page

aboutMe

Egyptian writer and photographer, graduated from the Faculty of Media and Communication Arts, Radio and Television Department, interested in writing in philosophy, literature and film criticism.

ماذا يعني انسحاب أمريكا من اتفاق باريس للمناخ؟

  • صورة الكاتب: Hossam Elkholy
    Hossam Elkholy
  • 21 يونيو 2018
  • 5 دقيقة قراءة

تاريخ التحديث: 21 يونيو 2018



ree


"ألترا صوت" أقر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب أمس الخميس، بانسحاب بلاده من اتفاقية باريس لتغير المناخ، كما أبدى شعور ارتياح كبير بالتخلص من الأعباء المالية والاقتصادية التي كانت تسببها تلك الإتفاقية، الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا بخصوص مستقبلها بين الدول، وقال ترامب خلال كلمته "إن الولايات المتحدة ستتخلى عن الإتفاق الحالي، ولكنها متفتحة للتفاوض بشأن إتفاق آخر، وإذا توصلنا إلى ذلك فيسكون الأمر جيدًا، وإذا لم نتمكن، فلا بأس في ذلك".


وكان ترامب قد وعد في أثناء حملته الإنتخابية قبل تنصيبه رئيسًا، بالسعي للخروج من تلك الاتفاقية، التي تنص على ضرورة الإلتزام من قِبل جميع الدول الأعضاء، لمحاربة تغيير الحالة المناخية والتقليل من مستوى أية غازات يمكن أن تتسبب في زيادة الاحتباس الحراري في العالم، بالإضافة إلى التزام الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا بتمويل حوالي 4 ملايين دولار في برنامج الطاقة النظيفة، إضافة إلى مليونين تدفعهما في الغالب بشكل تطوعي لهذا الغرض.


يعلّق الكاتب وسيم الأحمر على هذا الإنسحاب مشيرًا إلى المادة 28 من الإتفاق، والتي تنص على أن أي دولة بإمكانها الإنسحاب من ذلك الاتفاق، ولكن بعد مهلة ثلاثة سنوات من المصادقة عليه، في الوقت الذي صدقت فيه الولايات المتحده عليه في نوفمبر تشرين الثاني 2016، كما يجب على هذه الدولة أيضًا أن تخبر باقي دول الإتفاق قبل عام من انسحابها حتى يستعدوا للأمر، بالتالي كان الخروج القانوني لترامب من المفترض أن يكون عام 2020 القادم مع نهاية ولايته الرئاسية.



صراعات ترامب نتيجة التي يخوضها نتيجة الانسحاب

حُررت الاتفاقية المشار إليها، التي وصفها ترامب بكونها "خديعة"، وأكّد أن الخروج منها "حماية لأمريكا وشعبها" في 2015 والتي من المفترض تدخل حيز التطبيق 2020، ويوافق على الاتفاقية بشكل مبدأي؛ جميع الدول الأعضاء في مجموعة الأمم المتحدة للتغير المناخي البالغ عددهم 197 باستثناء دولتي نيكاراغوا وسوريا. بينما صادقت عليها رسميًا حتى الآن 147 دولة منهم فقط.


في نفس السياق قالت السياسية الأمريكية من الحزب الجمهوري كريستين تود وايتمان "إننا بذلك ندير ظهورنا لما قاله 97% من العلماء عما يحدث للطبيعة وأثره على الناس، وها نحن قد وصلنا بالفعل إلى نقطة فارقة لابد عندها من أن نحاول إبطاء وتيرة ذلك إذا ما أردنا البقاء في هذا الكوكب." بينما حذّر كبير المفوضين الأمريكيين تود ستيرن خلال لقاء تلفزيوني من أن ذلك الانسحاب يمكن أن يكون "مدمرًا" بشكلٍ كبير، كما نصح ترامب "بالتفكير في الأمر والاستماع لآراء الآخرين حول الموضوع". هذا بالإضافة إلى ما قالته رئيسة وفد المفوضية الأوروبية "إيفون سلينجنبرج" عن موقف الرفض الأمريكي بأنها ترى أنه سيكون من المهم جدًا بالنسبة للولايات المتحدة أن تبقى على طاولة اتفاقية باريس للمناخ، حتى مع سياسات ترامب المؤيدة لاستخدام الفحم.


وكان كبير المديرين التنفيذيين في شركة إكسون موبيل حذر مؤخرا من أن التغير المناخي "خطر حقيقي وعلى الولايات المتحدة أن تبقي طرفا في المباحثات الجارية في الأمم المتحدة". أيضًا ترفض شركات النفط خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية، وتتمثل تلك الشركات بحسب السي إن إن في "أكسون موبيل وشيفرون ورويال داتش، بالإضافة إلى شركة BP.


أيضًا خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقاء تلفزيوني قائلًا "إن ذلك خطأ بحق الكوكب" ساخرًا من جملة ترامب التي قالها سابقًا "علينا أن نجعل من الكوكب مكانًا أفضل". بينما عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أسفها الشديد وشعورها بخيبة الأمل الكبيرة التي شاركها فيها المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك. كما ندّد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بقرار الانسحاب من ذلك الإتفاق الذي أبرمه أوباما نفسه.


على ما يبدو أن انسحاب الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ سوف يؤدي إلى العديد من الأزمات الديبوماسية، وهو ما عبّرت عنه صحيفة الواشنطن بوست في صدارة صفحاتها، سواء في الداخل من خلال معارضة عدد كبير من الأمريكيين السياسيين وغيرهم، أو من الخارج من خلال الصراعات السياسية المحتمل أن يخوضها بعد غضب العديد من الدول المشاركة، والتي كانت بالأمس حليف قوي، خصوصًا مع ارتفاع نسبة المبالغ التي ستسددها الدول الأخرى للدول النامية عن الولايات المتحدة، والتي تصل إلى 100 مليار دولار بحلول 2020.


ثمة إجابة على سؤال مهم هنا خارج هذا السياق، بخصوص رغبة ترامب في الخروج من الاتفاقية. ربما حتى الآن فيما يخص ذلك، يشير العديد من المتخصصين إلى أن المكسب الأهم لترامب، هو اعتماده على مصادر طاقة مثل الفحم، باعتباره بديلًا المربح له والأكثر توافرًا واستخدامًا، وهو الأمر الذي يعلنه ترامب نفسه منذ مجيئه لرئاسة أمريكا. وربما اعتماد ترامب على مصادر الطاقة البديلة وإمكانية أن تبيع أمريكا حصتها المسموح لها بها من الغازات الملوثة إلى دولة أخرى حفاظًا على صورتها. على طريقة الاتحاد الأوروبي في تسعينات القرن الماضي.


مخاطر الاستهتار باتفاقية باريس للمناخ

قامت منظمة الأرصاد الجوية الدولية بنشر تحقيق مفصل بخصوص المناخ العام في العالم، كشفت فيه المنظمة إنه بعد مرور أكثر من شهرين على بدء العام 2017 إلأا أن التغير المناخي يواصل كسر الأرقام القياسية ليصل إلى مستويات غير مسبوقة، كما توصلت فيه إلى نتيجة مفادها أن "كل مكان سواء في الغلاف الجوي أو عند القطبين لا يزال التغير المناخي يكسر الحدود الطبيعية التي لم تكن معروفة مسبقًا على كوكب الارض".


في الوقت الذي سجلت فيه سنة 2016 أعلى معدل درجة حرارة في التاريخ المسجل بزيادة طفيفة بلغت 0.06 درجة مئوية عن عام 2015، وهو ما يعني أنه العام الثاني على التوالي الذي تواصل فيه درجة حرارة الارض كسر الحدود المعروفة وتسجيل مستويات جديدة غير مسبوقة. وضع ذلك التقرير مقارنة بين النمط المناخي السائد بين عامي 1961 و 1990 وتوصل إلى نتيجة تؤكد على زيادة درجة حرارة الأرض 0.83 درجة مئوية عن المتوقع، وهو ما يعني زيادة بلغت 1.1 درجة مئوية عن درجة حرارة الكوكب خلال الحقبل قبل الصناعية بحسب ما جاء في البي بي سي.


أيضًا عرضت المنظمة في تحليلها بعض البيانات التي تشير إلى أن المناخ سوف يستمر في التطرف خلال 2017، بعد تعرض المناطق القطبية في العالم لثلاث موجات من الرياح الحارة خلال فصل الشتاء، مما أدّى لزيادة معدلات ذوبان الجليد في تلك المناطق، ولا سيما التأثير على كل العالم.



من يستفيد من كل ذلك؟

قالت المكسيكية والمسئولة الأممية عن ملف المناخ باتريسيا أسبينوزا "إن الصين عبّرت عن رغبتها في قيادة العالم نحو مكافحة التغيرالمناخي، الأمر الذي سيدفع بدبلوماسيين أمريكيين إلى التفكير في عواقب السماح للصين بالاضطلاع بهذا الدور الأخلاقي العالمي". بينما قال المفوض الأوروبي للتحرك حول المناخ "ميغيل أرياس كانيتي" أن العالم يمكنه أن يواصل التعويل على أوروبا لقيادة التصدي للاحتباس الحراري. الأمر الذي يؤكد على ضعف السياسات الأمريكية أو عدم الثقة بها مجددًا، حيث اعتبرته بعض وسائل الإعلام بمثابة التخلّي عن الدور القيادي الأمريكي لمشاكل العالم نتيجة هذا الانسحاب.


في المقابل عرضت دولة الصين استعدادها لقيادة العالم في جهود مكافحة التغير المناخي بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من التزاماتها في حين أبدى الإتحاد الأوروبي والهند حماسًا كبيرًا لمكافحة التغير المناخي، يأتي ذلك في الوقت الذي تحتل فيه الصين موقع أكثر الدول تلويثًا في العالم، يأتي بعدها مباشرة الولايات المتحدة ثم الإتحاد الأوروبي ثم الهند وأخيرًا روسيا. وبالرغم من ذلك لا "يستهين" بتلك الإتفاقية سوى دولتي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.


جاء خلال استعدات ترامب لهذا الانسحاب، إحياء العلاقات الديبلوماسية لألمانيا والصين، حيث أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي على ضرورة وجود "شراكة إستراتيجي شاملة" بين البلدين، في الوقت الذي يشيع فيه قلق كوني كبير، الأمر الذي فسره محللون بإشارتها إلى قرارات ترامب الأخيرة.


بحسب محللين أن ذلك القرار سيضر الصناعات التحويلية المحلية الأمريكية، وغيرها من الصناعات، التي تكلف الولايات المتحدة ما يصل إلى 2.7 مليون وظيفة بحلول عام 2025 القادم.


على ما يبدو أن الإتحاد الأوروبي لم يستفد من خطوات ترامب السياسية "المتسرعة" على حد قول البعض، نتيجة انغماسة في مشاكلة الداخلية، بينما تستعد الصين، يومًا تلو الآخر بشق طريقها نحو قيادة العالم بخطوات ثابتة وقوية.

 
 
 

تعليقات


bottom of page