top of page

aboutMe

Egyptian writer and photographer, graduated from the Faculty of Media and Communication Arts, Radio and Television Department, interested in writing in philosophy, literature and film criticism.

"من إسطنبول إلى بغداد".. رواية عن شرق مأزوم

  • صورة الكاتب: Hossam Elkholy
    Hossam Elkholy
  • 21 يونيو 2018
  • 3 دقيقة قراءة

تاريخ التحديث: 24 يونيو 2018


ree



"ألترا صوت" القصص/الرواية المصورة، نوع من الأدب يفضله العديد من القراء، بدأت تأخذ صيتها في مصر مع إعلان الزعيم الراحل مصطفى كامل فى 1893 "صحيفة المدرسة" التى كانت تنشر قصص عالمية مصورة ومترجمة، لكن تلك القصص بعد ذلك أخذت تقل إنتاجها أو الاهتمام بها، حتى بدايات ثورة 25 يناير، وانتشرت بقوة معه مرة أخرى "رسوم الجرافيتي" التي إتخذت طابع سياسي قوي ومعارض للنظام، باعتبارها بشكلٍ عام وسيلة سهلة الوصول وممتعة بالنسبة للأكثرية أيضًا، وفق القاعدة التي يقولها العاملين بالتحليل النفسي، والتي تعتقد بأن "أغلب الناس بصريون"؛ أي يميلوا لمشاهدة الأشياء أسهل من قراءتها.


لذلك الحديث عن هذا النوع من الأدب يظل يقدَّم باعتباره حديث مهم بدرجة كبيرة؛ فالرواية المصورة حاليًا تُطرح للسوق الأدبي بقِلّة وقلق من دور النشر خوفًا من ردود الأفعال التي قد تستهجنها في بعض الأحيان، رغم أن العدد الذي يصدر منها يُتابع بشكل لا بأس به؛ فعلى ما يبدو أن ذلك النوع من الرويات سيأخذ رواجًا وانتشارًا في الفترة المقبلة أكثر، لأسباب تبدو منطقية وجذابة للقاريء الحالي للرواية، الذي قد لا يحبّذ الروايات الضخمة والكبيرة.


خاض الصحفي الأجنبي أرنون جرونبرج تجربته دون خوف، الجمل قصيرة وواضحة، بسيطة ومحددة؛ حاول أن يختزل معاناة صحفي أجنبي/هولندي، يرى فيه رئيس تحرير الجريدة التي يعمل بها، أنه يحبّذ ويفضّل مناطق الحروب والصراع؛ فيرسله في رحلة إلى بغداد، يجد الكاتب نفسه يكتب عن رحلته ذاتها روايته "من اسطنبول إلى بغداد"؛ يوثّق بها صعوبة خطواته وتنقلاته ما يعانيه الشارع العربي على امتداده من خوف ورعب وصراع للإنسان العادي، ليس الصحفي أو العسكري، فقط في العالم العربي تجد صعوبة في أن تنتقل من مكان لآخر.


يتجوّل الصحفي في الشرق الأوسط من تركيا للعراق بعيون "الأجنبي" غير المصنف أو المحسوب على فئة دون غيرها، مارًا بالمدن التركية والعراقة ثم سوريا، واصفًا ما تعانيه تلك المدن من أزمات، وبالرغم من أنه ينفي عن الرواية طابع "السياسية" إلّا أنها تقول ضمنيًا ما يمكن أن يعانيه أي شخص إذا ما قرر أن يمشي في الشوارع العربية من "توتر طائفي وديكتاتورية، رغم إنكار كل ذلك في نفس الوقت". حيث يقول خلال الرواية "إذا حدث تقدّم في العراق فمن الممكن أن تصل بغداد بالسيارة!"، أو يؤكد في موضع آخر بالسخرية من الوضع معتقدًا أنه "سيكون هناك تقدم حقيقي إذا فتحت مراكز التسوق الفاخرة وفندق تتوفر فيه المعايير الغربية؛ أول ماكدونلز في بغداد، حتى ذلك الحين هناك فراغ".


يقول أرنون لألترا صوت لم يكن في الحسبان أن تصدر الرواية مصوّرة، لكن بالإتفاق؛ قرر أرنون التعاون مع صديقه فنان الكوميكس الهولندي الآخر: هانكو كولك ليصدرا رواية ترسم معاناة الكاتب والشارع وتنتقل بهذا النوع من الكتابة لقاريء ربما مختلف نسبيًا عن القاريء المعتاد بأسلوب شيّق وبسيط.


ويؤكد "لم أقصد من وراء كل ذلك توصيل رسالة أخلاقية ما للعالم، أريد أن أصف بحيادية دون محاباة أي طرف ما يجري داخل هذه المجتمعات، ما هي العادات والتقاليد، كيف يمكنهم الاستمرار في الحياة"، هكذا يوضّح فلسفته عن توثيق حكايات الناس بشكل عام بالنسبة له.


يضيف أيضًا أنه لم يعمل فقط على هذا المشروع، بل عمل على مشاريع أخرى تخص فلسطين، ذهب إلى هناك ليرصد معاناتهم، كما ذهب إلى لبنان وغيرها؛ يقول "في الواقع ذهبت لأغلب البلاد العربية التي تحكمها الديكتاتورية لأتحدث عنها وأسرد للناس كيف يعيشون؟"، إلى جانب كل ذلك ذهب إلى أفغانستان وأراد الحديث إلى عناصر من طالبان رغم صعوبة الأمر، كل ما يريده أن تصل حقيقة ومعاناة الناس هناك.

وبالرغم من أن تلك الرواية كتبت في الأساس عام 2010 بالتحديد إلى أن الكاتب يعتقد أن "القمع هناك لم يتغير كثيرًا، لكن كتابة رواية عن نفس الوضع ستكون مختلفة كذلك، وسيضع في إعتباره أنه في المرة الأولى فقط كان يرى في الناس تفاؤل؛ هذا الأمل ظل ينحسر ويصبح أسوأ مع كل زياردة جديدة حتى أن وصلت إلى طلب البعض منه أن يساعدهم في حصولهم على تأشيرة للسفر للخارج".


في سياق آخر نرى طوال الرواية الخوف الشديد من والدة الكاتب عليه تحسبًا لأي أخطار خلال طريقه، ما يرمّز للنظرة التي قد تبدو غير جيدة لأي أجنبي يفكر في النزوح إلى تلك الأماكن باعتبارها مقامرة غير مأمونة العواقب، وهو ما دونه خلال روايته ربما بالتفاصيل.


على حد وصف الكاتب فإن هذه النصوص "يكمن وراءها وجهة نظر عدمية للعالم لا تزال مستمرة ثابتة على مر السنين، البشر يجاهدون من أجل السيطرة وإنهاء سوء حظهم بتشبث ولكن عبثا، الأوهام الأخيرة التي يعتزون بها، في الحب مثلا، تتكشف خلال قصص جرونبرج إنها حالة من المواجهة (الهاوية دون شبكة حماية)". يضع أرنون الجميع أمام مشاهد حيّه مصورة ومكتوبة للإهانة والخضوع الذي تعيشه الناس هناك ليجبر العالم على رؤيتها سواء في العراق أو في سوريا أو فلسطين ويترك لنا بعد ذلك أن نقدم ثمة اعتراض لما يعانيه هؤلاء.


أرنون جونبرج: روائي ومسرحي هولندي، ولد في 1971، ترك المدرسة في المرحلة الثانوية وتنقل بين الوجوه والشوارع والبلاد ليتعلم الأدب من مكانه الحقيقي: الشارع ومن فيه. أسّس دارًا للنشر في سن الـ19، أصدر أوّل كتبه في سن الثالثة والعشرون إلى أن وصلت ترجمت أعماله اليوم إلى 28 دولة. وقدمتها للعربية المترجمة البلجيكية تينا لافنت (29 عام)، والتي تعمل كمدرسة وأمينة مكتبة في مصر.

 
 
 

تعليقات


bottom of page